responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 5  صفحه : 554

قال ابو مخنف: فحدثت سليمان بن ابى راشد بهذا الحديث، فقال:

حدثنى حميد بن مسلم، قال: و الله انى لشاهد بهذا اليوم، يوم ولوا سليمان ابن صرد، و انا يومئذ لاكثر من مائه رجل من فرسان الشيعة و وجوههم في داره.

قال: فتكلم سليمان بن صرد فشدد، و ما زال يردد ذلك القول في كل جمعه حتى حفظته، بدا فقال: اثنى على الله خيرا، و احمد آلاءه و بلاءه، و اشهد ان لا اله الا الله، و ان محمدا رسوله، اما بعد، فانى و الله لخائف الا يكون آخرنا الى هذا الدهر الذى نكدت فيه المعيشة، و عظمت فيه الرزيه و شمل فيه الجور اولى الفضل من هذه الشيعة لما هو خير، انا كنا نمد أعناقنا الى قدوم آل نبينا، و نمنيهم النصر، و نحثهم على القدوم، فلما قدموا ونينا و عجزنا، و ادهنا، و تربصنا، و انتظرنا ما يكون حتى قتل فينا ولد نبينا و سلالته و عصارته و بضعه من لحمه و دمه، إذ جعل يستصرخ فلا يصرخ، و يسال النصف فلا يعطاه، اتخذه الفاسقون غرضا للنبل، و دريه للرماح حتى اقصدوه، و عدوا عليه فسلبوه الا انهضوا فقد سخط ربكم، و لا ترجعوا الى الحلائل و الأبناء حتى يرضى الله، و الله ما اظنه راضيا دون ان تناجزوا من قتله، او تبيروا الا لا تهابوا الموت فو الله ما هابه امرؤ قط الا ذل، كونوا كالأولى من بنى إسرائيل إذ قال لهم نبيهم: «إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى‌ بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ‌»، فما فعل القوم؟ جثوا على الركب و الله، و مدوا الأعناق و رضوا بالقضاء حتى حين علموا انه لا ينجيهم من عظيم الذنب الا الصبر على القتل، فكيف بكم لو قد دعيتم الى مثل ما دعى القوم اليه! اشحذوا السيوف، و ركبوا الأسنة، «وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِباطِ الْخَيْلِ‌»، حتى تدعوا حين تدعون و تستنفرون‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 5  صفحه : 554
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست