responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 5  صفحه : 488

طريق الكوفه، ثم وجه الخيل نحو ابن الغسيل، فحمل ابن الغسيل على الخيل في الرجال الذين معه حتى كشف الخيل، حتى انتهوا الى مسلم بن عقبه، فنهض في وجوههم بالرجال، و صاح بهم، فانصرفوا فقاتلوا قتالا شديدا.

ثم ان الفضل بن عباس بن ربيعه بن الحارث بن عبد المطلب جاء الى عبد الله ابن حنظله الغسيل فقاتل في نحو من عشرين فارسا قتالا شديدا حسنا، ثم قال لعبد الله: مر من معك فارسا فليأتني فليقف معى، فإذا حملت فليحملوا، فو الله لا انتهى حتى ابلغ مسلما، فاما ان اقتله، و اما ان اقتل دونه فقال عبد الله بن حنظله لعبد الله بن الضحاك من بنى عبد الاشهل من الانصار: ناد في الخيل فلتقف مع الفضل بن العباس، فنادى فيهم فجمعهم الى الفضل، فلما اجتمعت الخيل اليه حمل على اهل الشام فانكشفوا، فقال لأصحابه: الا ترونهم كشفا لئاما! احملوا اخرى جعلت فداكم! فو الله لئن عاينت أميرهم، لاقتلنه او لاقتلن دونه، ان صبر ساعه معقب سرور ابد، انه ليس بعد لصبرنا الا النصر ثم حمل و حمل اصحابه معه، فانفرجت خيل اهل الشام عن مسلم بن عقبه في نحو من خمسمائة راجل جثاه على الركب، مشرعى الأسنة نحو القوم، و مضى كما هو نحو رايته حتى يضرب راس صاحب الراية، و ان عليه لمغفرا، فقط المغفر، و فلق هامته فخر ميتا، فقال: خذها منى و انا ابن عبد المطلب! فظن انه قتل مسلما، فقال: قتلت طاغيه القوم و رب الكعبه، فقال مسلم: أخطأت استك الحفرة! و انما كان ذلك غلاما له، يقال له: رومي، و كان شجاعا.

فاخذ مسلم رايته و نادى: يا اهل الشام، ا هذا القتال قتال قوم يريدون ان يدفعوا به عن دينهم، و ان يعزوا به نصر امامهم! قبح الله قتالكم منذ اليوم! ما اوجعه لقلبي، و اغيظه لنفسي! اما و الله ما جزاؤكم عليه الا ان تحرموا العطاء، و ان تجمروا في أقاصي الثغور شدوا مع هذه الراية، ترح الله وجوهكم ان لم تعتبوا! فمشى برايته، و شدت تلك الرجال امام الراية، فصرع الفضل بن عباس، فقتل و ما بينه و بين اطناب مسلم بن عقبه الا نحو

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 5  صفحه : 488
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست