responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 5  صفحه : 456

قال: نظرت الى تلك النسوة لما مررن بحسين و اهله و ولده صحن و لطمن وجوههن قال: فاعترضتهن على فرس، فما رايت منظرا من نسوه قط كان احسن من منظر رايته منهن ذلك اليوم، و الله لهن احسن من مهايبرين.

قال: فما نسيت من الأشياء لا انس قول زينب ابنه فاطمه حين مرت بأخيها الحسين صريعا و هي تقول: يا محمداه، يا محمداه! صلى عليك ملائكة السماء، هذا الحسين بالعراء، مرمل بالدماء، مقطع الأعضاء، يا محمداه! و بناتك سبايا، و ذريتك مقتله، تسفى عليها الصبا قال: فابكت و الله كل عدو و صديق، قال: و قطف رءوس الباقين، فسرح باثنين و سبعين راسا مع شمر بن ذي الجوشن و قيس بن الاشعث و عمرو بن الحجاج و عزره بن قيس، فاقبلوا حتى قدموا بها على عبيد الله بن زياد.

قال ابو مخنف: حدثنى سليمان بن ابى راشد، عن حميد بن مسلم، قال: دعانى عمر بن سعد فسرحنى الى اهله لابشرهم بفتح الله عليه و بعافيته، فاقبلت حتى اتيت اهله، فاعلمتهم ذلك، ثم اقبلت حتى ادخل فأجد ابن زياد قد جلس للناس، و أجد الوفد قد قدموا عليه، فادخلهم، و اذن للناس، فدخلت فيمن دخل، فإذا راس الحسين موضوع بين يديه، و إذا هو ينكت بقضيب بين ثنيتيه ساعه، فلما رآه زيد بن ارقم: لا ينجم عن نكته بالقضيب، قال له: اعل بهذا القضيب عن هاتين الثنيتين، فو الذى لا اله غيره لقد رايت شفتي رسول الله(ص)على هاتين الشفتين يقبلهما، ثم انفضخ الشيخ يبكى، فقال له ابن زياد: ابكى الله عينيك! فو الله لو لا انك شيخ قد خرفت و ذهب عقلك لضربت عنقك، قال: فنهض فخرج، فلما خرج سمعت الناس يقولون: و الله لقد قال زيد بن ارقم قولا لو سمعه ابن زياد لقتله، قال: فقلت: ما قال؟ قالوا: مر بنا و هو يقول: ملك عبد عبدا، فاتخذهم تلدا، أنتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم، قتلتم ابن فاطمه، و أمرتم ابن مرجانة، فهو يقتل خياركم، و يستعبد شراركم، فرضيتم بالذل، فبعدا لمن رضى بالذل!

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 5  صفحه : 456
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست