responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 5  صفحه : 428

و جعجعت بك في هذا المكان، و الله الذى لا اله الا هو ما ظننت ان القوم يردون عليك ما عرضت عليهم ابدا، و لا يبلغون منك هذه المنزله فقلت في نفسي: لا أبالي ان اطيع القوم في بعض امرهم، و لا يرون انى خرجت من طاعتهم و اما هم فسيقبلون من حسين هذه الخصال التي يعرض عليهم، و و الله لو ظننت انهم لا يقبلونها منك ما ركبتها منك، و انى قد جئتك تائبا مما كان منى الى ربى، و مواسيا لك بنفسي حتى اموت بين يديك، ا فترى ذلك لي توبه؟

قال: نعم، يتوب الله عليك، و يغفر لك، ما اسمك؟ قال: انا الحر بن يزيد، [قال: أنت الحر كما سمتك أمك، أنت الحر ان شاء الله في الدنيا و الآخرة، انزل، قال: انا لك فارسا خير منى راجلا، اقاتلهم على فرسي ساعه، و الى النزول ما يصير آخر امرى قال الحسين: فاصنع يرحمك الله ما بدا لك‌] فاستقدم امام اصحابه ثم قال: ايها القوم، الا تقبلون من حسين خصله من هذه الخصال التي عرض عليكم فيعافيكم الله من حربه و قتاله؟ قالوا: هذا الأمير عمر بن سعد فكلمه، فكلمه بمثل ما كلمه به قبل، و بمثل ما كلم به اصحابه، قال عمر: قد حرصت، لو وجدت الى ذلك سبيلا فعلت، فقال: يا اهل الكوفه، لامكم الهبل و العبر إذ دعوتموه حتى إذا أتاكم اسلمتموه، و زعمتم انكم قاتلو انفسكم دونه، ثم عدوتم عليه لتقتلوه، امسكتم بنفسه، و أخذتم بكظمه، و أحطتم به من كل جانب، فمنعتموه التوجه في بلاد الله العريضة حتى يامن و يامن اهل بيته، و اصبح في ايديكم كالأسير لا يملك لنفسه نفعا، و لا يدفع ضرا، و حلأتموه و نساءه و اصيبيته و اصحابه عن ماء الفرات الجاري الذى يشربه اليهودي و المجوسي و النصراني، و تمرغ فيه خنازير السواد و كلابه، و ها هم أولاء قد صرعهم العطش، بئسما خلفتم محمدا في ذريته! لا سقاكم الله يوم الظما ان لم تتوبوا و تنزعوا عما أنتم عليه من يومكم هذا في ساعتكم هذه فحملت عليه رجاله‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 5  صفحه : 428
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست