responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 5  صفحه : 412

قال: فلما اتى عمر بن سعد الكتاب، قال: قد حسبت الا يقبل ابن زياد العافيه.

قال ابو مخنف: حدثنى سليمان بن ابى راشد، عن حميد بن مسلم الأزدي، قال: جاء من عبيد الله بن زياد كتاب الى عمر بن سعد: اما بعد، فحل بين الحسين و اصحابه و بين الماء، و لا يذوقوا منه قطره، كما صنع بالتقى الزكى المظلوم امير المؤمنين عثمان بن عفان قال: فبعث عمر بن سعد عمرو بن الحجاج على خمسمائة فارس، فنزلوا على الشريعه، و حالوا بين حسين و اصحابه و بين الماء ان يسقوا منه قطره، و ذلك قبل قتل الحسين بثلاث.

قال: و نازله عبد الله بن ابى حصين الأزدي- و عداده في بجيله- فقال:

يا حسين، الا تنظر الى الماء كأنه كبد السماء! و الله لا تذوق منه قطره حتى تموت عطشا، فقال حسين: اللهم اقتله عطشا، و لا تغفر له ابدا.

قال حميد بن مسلم: و الله لعدته بعد ذلك في مرضه، فو الله الذى لا اله الا هو لقد رايته يشرب حتى بغر، ثم يقي‌ء، ثم يعود فيشرب حتى يبغر فما يروى، فما زال ذلك دابه حتى لفظ عصبه يعنى نفسه- قال: و لما اشتد على الحسين و اصحابه العطش دعا العباس بن على بن ابى طالب أخاه، فبعثه في ثلاثين فارسا و عشرين راجلا، و بعث معهم بعشرين قربه، فجاءوا حتى دنوا من الماء ليلا و استقدم امامهم باللواء نافع بن هلال الجملي، فقال عمرو بن الحجاج الزبيدى: من الرجل؟ فجي‌ء فقال: ما جاء بك؟ قال: جئنا نشرب من هذا الماء الذى حلأتمونا عنه، قال: فاشرب هنيئا، قال: لا و الله، لا اشرب منه قطره و حسين عطشان و من ترى من اصحابه، فطلعوا عليه، فقال: لا سبيل الى سقى هؤلاء، انما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء، فلما دنا منه اصحابه قال لرجاله: املئوا قربكم، فشد الرجاله فملئوا قربهم، و ثار اليهم عمرو بن الحجاج و اصحابه، فحمل عليهم العباس بن على و نافع بن هلال فكفوهم، ثم انصرفوا الى رحالهم، فقالوا: امضوا، و وقفوا دونهم، فعطف‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 5  صفحه : 412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست