نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 5 صفحه : 382
ذكر مسير الحسين الى الكوفه
و في هذه السنه كان خروج الحسين(ع)من مكة متوجها الى الكوفه.
ذكر الخبر عن مسيره إليها و ما كان من امره في مسيره ذلك:
قال هشام عن ابى مخنف: حدثنى الصقعب بن زهير، عن عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، قال: لما قدمت كتب اهل العراق الى الحسين و تهيأ للمسير الى العراق، أتيته فدخلت عليه و هو بمكة، فحمدت الله و اثنيت عليه، ثم قلت: اما بعد، فانى اتيتك يا بن عم لحاجه اريد ذكرها لك نصيحه، فان كنت ترى انك تستنصحنى و الا كففت عما اريد ان اقول، فقال: قل، فو الله ما اظنك بسيئ الرأي، و لا هو للقبيح من الأمر و الفعل، قال: قلت له: انه قد بلغنى انك تريد المسير الى العراق، و انى مشفق عليك من مسيرك، انك تأتي بلدا فيه عماله و امراؤه، و معهم بيوت الأموال، و انما الناس عبيد لهذا الدرهم و الدينار، و لا آمن عليك ان يقاتلك من وعدك نصره، و من أنت أحب اليه ممن يقاتلك معه، [فقال الحسين: جزاك الله خيرا يا بن عم، فقد و الله علمت انك مشيت بنصح، و تكلمت بعقل، و مهما يقض من امر يكن، أخذت برأيك او تركته، فأنت عندي احمد مشير، و انصح ناصح].
قال: فانصرفت من عنده فدخلت على الحارث بن خالد بن العاص بن هشام، فسألني: هل لقيت حسينا؟ فقلت له: نعم، قال: فما قال لك، و ما قلت له؟ قال: فقلت له: قلت كذا و كذا، و قال كذا و كذا، فقال:
نصحته و رب المروة الشهباء، اما و رب البنيه ان الرأي لما رايته، قبله او تركه، ثم قال:
رب مستنصح يغش و يردى* * * و ظنين بالغيب يلفى نصيحا
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 5 صفحه : 382