responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 5  صفحه : 341

الفرع هو و اخوه جعفر، ليس معهما ثالث، و تجنب الطريق الأعظم مخافه الطلب، و توجه نحو مكة، فلما اصبح بعث اليه الوليد فوجده قد خرج، فقال مروان: و الله ان أخطأ مكة فسرح في اثره الرجال، فبعث راكبا من موالي بنى اميه في ثمانين راكبا، فطلبوه فلم يقدروا عليه، فرجعوا، فتشاغلوا عن حسين بطلب عبد الله يومهم ذلك حتى امسوا، ثم بعث الرجال الى حسين عند المساء فقال: أصبحوا ثم ترون و نرى، فكفوا عنه تلك الليلة، و لم يلحوا عليه، فخرج حسين من تحت ليلته، و هي ليله الأحد ليومين بقيا من رجب سنه ستين.

و كان مخرج ابن الزبير قبله بليله، خرج ليله السبت فاخذ طريق الفرع، فبينا عبد الله بن الزبير يساير أخاه جعفرا إذ تمثل جعفر بقول صبره الحنظلى:

و كل بنى أم سيمسون ليله* * * و لم يبق من اعقابهم غير واحد

فقال عبد الله! سبحان الله، ما اردت الى ما اسمع يا أخي! قال: و الله يا أخي ما اردت به شيئا مما تكره، فقال: فذاك و الله اكره الى ان يكون جاء على لسانك من غير تعمد- قال: و كأنه تطير منه- و اما الحسين فانه خرج ببنيه و اخوته و بنى أخيه و جل اهل بيته، الا محمد بن الحنفيه فانه قال له: يا أخي، أنت أحب الناس الى، و اعزهم على، و لست ادخر النصيحه لأحد من الخلق أحق بها منك، تنح بتبعتك عن يزيد بن معاويه و عن الأمصار ما استطعت، ثم ابعث رسلك الى الناس فادعهم الى نفسك فان بايعوا لك حمدت الله على ذلك، و ان اجمع الناس على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك و لا عقلك، و لا يذهب به مروءتك و لا فضلك، انى اخاف ان تدخل مصرا من هذه الأمصار و تأتي جماعه من الناس، فيختلفون بينهم، فمنهم طائفه معك، و اخرى عليك، فيقتتلون فتكون لاول الأسنة، فإذا خير هذه الامه كلها نفسا و أبا، و اما أضيعها دما و أذلها أهلا، قال‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 5  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست