نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 4 صفحه : 441
الدنى في امرى قال: فان كنت قد أبيت على فانزع من شئت و اترك معاويه، فان لمعاوية جراه، و هو في اهل الشام يسمع منه، و لك حجه في اثباته، كان عمر بن الخطاب قد ولاه الشام كلها، فقلت: لا و الله، لا استعمل معاويه يومين ابدا فخرج من عندي على ما اشار به، ثم عاد فقال لي: انى اشرت عليك بما اشرت به فأبيت على، ثم نظرت في الأمر فإذا أنت مصيب، لا ينبغى لك ان تأخذ امرك بخدعه، و لا يكون في امرك دلسه.
قال: فقال ابن عباس: فقلت لعلى: اما أول ما اشار به عليك فقد نصحك، و اما الآخر فغشك، و انا أشير عليك بان تثبت معاويه، فان بايع لك فعلى ان اقلعه من منزله [قال على: لا و الله، لا أعطيه الا السيف قال]:
ثم تمثل بهذا البيت:
ما ميته ان متها غير عاجز* * * بعار إذا ما غالت النفس غولها
فقلت: يا امير المؤمنين، أنت رجل شجاع لست بارب بالحرب، اما [سمعت رسول الله(ص)يقول: الحرب خدعه!] فقال على: بلى، فقال ابن عباس: اما و الله لئن أطعتني لاصدرن بهم بعد ورد، و لاتركنهم ينظرون في دبر الأمور لا يعرفون ما كان وجهها، في غير نقصان عليك و لا اثم لك فقال: يا بن عباس، لست من هنيئاتك و هنيئات معاويه في شيء، تشير على و ارى، فإذا عصيتك فأطعني قال: فقلت: افعل، ان ايسر مالك عندي الطاعة
. مسير قسطنطين ملك الروم يريد المسلمين
و في هذه السنه- اعنى سنه خمس و ثلاثين- سار قسطنطين بن هرقل- فيما ذكر محمد بن عمر الواقدى عن هشام بن الغاز، عن عباده بن نسى- في الف مركب يريد ارض المسلمين، فسلط الله عليهم قاصفا من الريح فغرقهم، و نجا قسطنطين بن هرقل، فاتى صقليه، فصنعوا له حماما فدخله فقتلوه فيه، و قالوا: قتلت رجالنا.
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 4 صفحه : 441