نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 4 صفحه : 166
للسياسة، و ليحجزهم بذلك عن الرعية، و ليكون لشكاه الرعية وقتا و غاية ينهونها فيه اليه.
و في هذه السنه غزا الأحنف بن قيس- في قول بعضهم خراسان- و حارب يزدجرد، و اما في روايه سيف فان خروج الأحنف الى خراسان كان في سنه ثمان عشره من الهجره
ذكر مصير يزدجرد الى خراسان و ما كان السبب في ذلك
اختلف اهل السير في سبب ذلك و كيف كان الأمر فيه، فاما ما ذكره سيف عن اصحابه في ذلك، فانه فيما كتب به الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن محمد و طلحه و المهلب و عمرو، قالوا: كان يزدجرد بن شهريار بن كسرى- و هو يومئذ ملك فارس- لما انهزم اهل جلولاء خرج يريد الري، و قد جعل له محمل واحد يطبق ظهر بعيره، فكان إذا سار نام فيه و لم يعرس بالقوم فانتهوا به الى مخاضه و هو نائم في محمله، فانبهوه ليعلم، و لئلا يفزع إذا خاض البعير ان هو استيقظ، فعنفهم و قال: بئسما صنعتم! و الله لو تركتموني لعلمت ما مده هذه الامه، انى رايت انى و محمدا تناجينا عند الله، فقال له: املكهم مائه سنه، فقال: زدني، فقال: عشرا و مائه سنه، فقال: زدني، فقال: عشرين و مائه سنه، فقال: زدني، فقال: لك.
و انبهتمونى، فلو تركتموني لعلمت ما مده هذه الامه.
فلما انتهى الى الري، و عليها آبان جاذويه، وثب عليه فأخذه، فقال:
يا آبان جاذويه، تغدر بي! قال: لا، و لكن قد تركت ملكك، و صار في يد غيرك، فاحببت ان اكتتب على ما كان لي من شيء، و ما اردت غير ذلك و أخذ خاتم يزدجرد و وصل الادم، و اكتتب الصكاك و سجل السجلات بكل ما اعجبه، ثم ختم عليها و رد الخاتم ثم اتى بعد سعدا فرد عليه كل شيء في كتابه و لما صنع آبان جاذويه بيزدجرد ما صنع
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 4 صفحه : 166