responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 4  صفحه : 125

ثم تسير أنت باهل هذين الحرمين الى المصرين: الكوفه و البصره، فتلقى جمع المشركين بجمع المسلمين، فإنك إذا سرت بمن معك و عندك قل في نفسك ما قد تكاثر من عدد القوم، و كنت أعز عزا و اكثر، يا امير المؤمنين انك لا تستبقى من نفسك بعد العرب باقيه، و لا تمتع من الدنيا بعزيز، و لا تلوذ منها بحريز، ان هذا اليوم له ما بعده من الأيام، فاشهده برأيك و أعوانك و لا تغب عنه ثم جلس.

فعاد عمر، فقال: ان هذا يوم له ما بعده من الأيام، فتكلموا، [فقام على بن ابى طالب فقال: اما بعد يا امير المؤمنين، فإنك ان اشخصت اهل الشام من شامهم سارت الروم الى ذراريهم، و ان اشخصت اهل اليمن من يمنهم سارت الحبشه الى ذراريهم، و انك ان شخصت من هذه الارض انتقضت عليك الارض من أطرافها و أقطارها، حتى يكون ما تدع وراءك أهم إليك مما بين يديك من العورات و العيالات، اقرر هؤلاء في أمصارهم، و اكتب الى اهل البصره فليتفرقوا فيها ثلاث فرق، فلتقم فرقه لهم في حرمهم و ذراريهم، و لتقم فرقه في اهل عهدهم، لئلا ينتقضوا عليهم، و لتسر فرقه الى إخوانهم بالكوفه مددا لهم، ان الأعاجم ان ينظروا إليك غدا قالوا: هذا امير العرب، و اصل العرب، فكان ذلك أشد لكلبهم، و ألبتهم على نفسك و اما ما ذكرت من مسير القوم فان الله هو اكره لمسيرهم منك، و هو اقدر على تغيير ما يكره، و اما ما ذكرت من عددهم، فانا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة، و لكنا كنا نقاتل بالنصر].

فقال عمر: اجل و الله، لئن شخصت من البلده لتنتقضن على الارض من أطرافها و أكنافها، و لئن نظرت الى الأعاجم لا يفارقن العرصة، و ليمدنهم من لم يمدهم، و ليقولن: هذا اصل العرب، فإذا

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 4  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست