responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 3  صفحه : 456

ثم ان أبا عبيد ندم حين نزلوا به و قالوا: اما ان تعبروا إلينا و اما ان نعبر، فحلف ليقطعن الفرات اليهم، و ليمحصن ما صنع، فناشده سليط بن قيس و وجوه الناس، و قالوا: ان العرب لم تلق مثل جنود فارس مذ كانوا، و انهم قد حفلوا لنا و استقبلونا من الزهاء و العده بما لم يلقنا به احد منهم و قد نزلت منزلا لنا فيه مجال و ملجأ و مرجع، من فره الى كره فقال:

لا افعل، جبنت و الله! و كان الرسول فيما بين ذي الحاجب و ابى عبيد مردان شاه الخصى، فاخبرهم ان اهل فارس قد عيروهم، فازداد ابو عبيد محكا، ورد على اصحابه الرأي، و جبن سليطا، فقال: سليط:

انا و الله اجرا منك نفسا، و قد أشرنا عليك الرأي فستعلم! كتب الى السرى بن يحيى، عن شعيب، عن سيف، عن النضر بن السرى، عن الأغر العجلى، قال: اقبل ذو الحاجب حتى وقف على شاطئ الفرات بقس الناطف، و ابو عبيد معسكر على شاطئ الفرات بالمروحة فقال: اما ان تعبروا إلينا و اما ان نعبر إليكم فقال ابو عبيد: بل نعبر إليكم فعقد ابن صلوبا الجسر للفريقين جميعا، و قبل ذلك ما قد رات دومه امراه ابى عبيد رؤيا و هي بالمروحة، ان رجلا نزل من السماء بإناء فيه شراب، فشرب ابو عبيد و جبر في اناس من اهله، فاخبرت بها أبا عبيد، فقال: هذه الشهاده، و عهد ابو عبيد الى الناس، فقال: ان قتلت فعلى الناس جبر، فان قتل فعليكم فلان، حتى امر الذين شربوا من الإناء على الولاء من كلامه ثم قال: ان قتل ابو القاسم فعليكم المثنى، ثم نهد بالناس فعبر و عبروا اليهم، و عضلت الارض بأهلها، و الحم الناس الحرب.

فلما نظرت الخيول الى الفيله عليها النخل، و الخيل عليها التجافيف و الفرسان عليهم الشعر رات شيئا منكرا لم تكن ترى مثله، فجعل المسلمون إذا حملوا عليهم لم تقدم خيولهم، و إذا حملوا على المسلمين بالفيله و الجلاجل فرقت بين كراديسهم، لا تقوم لها الخيل الا على نفار و خزقهم الفرس‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 3  صفحه : 456
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست