responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 3  صفحه : 455

و اصيب منهم سته آلاف في المعركة، و لم يبق و لم ينتظر الا الهزيمة، فلما خبط ابو عبيد، و قام عليه الفيل جال المسلمون جولة، ثم تموا عليها، و ركبهم اهل فارس، فبادر رجل من ثقيف الى الجسر فقطعه، فانتهى الناس اليه و السيوف تأخذهم من خلفهم، فتهافتوا في الفرات، فأصابوا يومئذ من المسلمين اربعه آلاف، من بين غريق و قتيل، و حمى المثنى الناس و عاصم و الكلج الضبي و مذعور، حتى عقدوا الجسر و عبروهم ثم عبروا في آثارهم، فأقاموا بالمروحة و المثنى جريح، و الكلج و مذعور و عاصم- و كانوا حماه لناس- مع المثنى، و هرب من الناس بشر كثير على وجوههم، و افتضحوا في انفسهم، و استحيوا مما نزل بهم، و بلغ ذلك عمر عن بعض من أوى الى المدينة فقال: عباد الله! اللهم ان كل مسلم في حل منى، انا فئه كل مسلم، يرحم الله أبا عبيد! لو كان عبر فاعتصم بالخيف، او تحيز إلينا و لم يستقتل لكنا له فئه! و بينا اهل فارس يحاولون العبور أتاهم الخبر ان الناس بالمدائن قد ثاروا برستم، و نقضوا الذى بينهم و بينه فصاروا فرقتين: الفهلوج على رستم، و اهل فارس على الفيرزان، و كان بين وقعه اليرموك و الجسر اربعون ليله، و كان الذى جاء بالخبر عن اليرموك جرير بن عبد الله الحميرى، و الذى جاء بالخبر عن الجسر عبد الله بن زيد الأنصاري- و ليس بالذي راى الرؤيا- فانتهى الى عمر و عمر على المنبر فنادى عمر: الخبر يا عبد الله بن زيد! قال:

أتاك الخبر اليقين، ثم صعد اليه المنبر فاسر ذلك اليه.

و كانت اليرموك في ايام من جمادى الآخرة، و الجسر في شعبان.

كتب الى السرى بن يحيى، عن شعيب، عن سيف، عن المجالد و سعيد ابن المرزبان، قالا: و استعمل رستم على حرب ابى عبيد بهمن جاذويه، و هو ذو الحاجب، ورد معه الجالنوس و معه الفيله، فيها فيل ابيض عليه النخل، و اقبل في الدهم، و قد استقبله ابو عبيد حتى انتهى الى بابل، فلما بلغه انحاز حتى جعل الفرات بينه و بينه، فعسكر بالمروحة

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 3  صفحه : 455
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست