responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 3  صفحه : 37

ودع عبد الله بن رواحه مع من ودع من أمراء رسول الله(ص)بكى، فقالوا له: ما يبكيك يا بن رواحه؟ فقال: اما و الله ما بي حب الدنيا، و لا صبابه بكم، [و لكنى سمعت رسول الله يقرا آيه من كتاب الله يذكر فيها النار: «وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى‌ رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا]».

فلست ادرى كيف لي بالصدر بعد الورود! فقال المسلمون: صحبكم الله و دفع عنكم، و ردكم إلينا صالحين، فقال عبد الله بن رواحه:

لكنني اسال الرحمن مغفره* * * و ضربه ذات فرغ تقذف الزبدا

او طعنه بيدي حران مجهزه* * * بحربه تنفذ الأحشاء و الكبدا

حتى يقولوا إذا مروا على جدثى* * * ارشدك الله من غاز و قد رشدا!

ثم ان القوم تهيئوا للخروج، فجاء عبد الله بن رواحه الى رسول الله(ص)فودعه، ثم خرج القوم، و خرج رسول الله يشيعهم، حتى إذا ودعهم و انصرف عنهم، قال عبد الله بن رواحه:

خلف السلام على امرئ ودعته* * * في النخل خير مشيع و خليل‌

ثم مضوا حتى نزلوا معان من ارض الشام، فبلغ الناس ان هرقل قد نزل ماب من ارض البلقاء في مائه الف من الروم، و انضمت اليه المستعربه من لخم و جذام و بلقين و بهراء و بلى في مائه الف منهم، عليهم رجل من بلى، ثم احد اراشه، يقال له: مالك بن رافله، فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على معان ليلتين، ينظرون في امرهم، و قالوا: نكتب الى رسول الله و نخبره بعدد عدونا، فاما ان يمدنا برجال، و اما ان يأمرنا بامره فنمضى له فشجع الناس عبد الله بن رواحه، و قال: يا قوم، و الله ان الذى تكرهون للذي خرجتم تطلبون الشهاده، و ما نقاتل الناس بعدد و لا قوه و لا كثره، ما نقاتلهم الا بهذا الدين الذى أكرمنا الله به، فانطلقوا، فإنما هي‌ إِحْدَى‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 3  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست