نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 3 صفحه : 270
و خرج أشباههم من بنى يربوع، حتى نزلوا على الحصين بن نيار في بنى مازن، و قد كرهوا ما صنع مالك، فلما جاءت رسلها الى بنى مالك تطلب الموادعة، أجابها الى ذلك وكيع، فاجتمع وكيع و مالك و سجاح، و قد وادع بعضهم بعضا، و اجتمعوا على قتال الناس و قالوا: بمن نبدأ؟ بخضم، أم ببهدى، أم بعوف و الأبناء، أم بالرباب؟ و كفوا عن قيس لما رأوا من تردده و طمعوا فيه، فقالت: أعدوا الركاب، و استعدوا للنهاب، ثم اغيروا على الرباب، فليس دونهم حجاب.
قال: و صمدت سجاح للاحفار حتى تنزل بها، و قالت لهم: ان الدهناء حجاز بنى تميم، و لن تعدو الرباب، إذا شدها المصاب، ان تلوذ بالدجانى و الدهانى، فلينزلها بعضكم فتوجه الجفول- يعنى مالك بن نويره- الى الدجانى فنزلها، و سمعت بهذا الرباب فاجتمعوا لها، ضبتها و عبد مناتها، فولى وكيع و بشر بنى بكر من بنى ضبة، و ولى ثعلبه بن سعد بن ضبة عقه، و ولى عبد مناه الهذيل فالتقى وكيع و بشر و بنو بكر من بنى ضبة، فهزما، و اسر سماعه و وكيع و قعقاع، و قتلت قتلى كثيره، فقال في ذلك قيس بن عاصم، و ذلك أول ما استبان فيه الندم:
كأنك لم تشهد سماعه إذ غزا* * * و ما سر قعقاع و خاب وكيع
رايتك قد صاحبت ضبة كارها* * * على ندب في الصفحتين وجيع
و مطلق اسرى كان حمقا مسيرها* * * الى صخرات امرهن جميع
فصرفت سجاح و الهذيل و عقه بنى بكر، للموادعة التي بينها و بين وكيع- و كان عقه خال بشر- و قالت: اقتلوا الرباب و يصالحونكم و يطلقون اسراكم، و تحملون لهم دماءهم، و تحمد غب رأيهم اخراهم فاطلقت
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 3 صفحه : 270