responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 3  صفحه : 224

يا ايها الناس، انما انا مثلكم، و انى لا ادرى لعلكم ستكلفوننى ما كان رسول الله(ص)يطيق، ان الله اصطفى محمدا على العالمين و عصمه من الآفات، و انما انا متبع و لست بمبتدع، فان استقمت فتابعونى، و ان زغت فقوموني، و ان رسول الله(ص)قبض و ليس احد من هذه الامه يطلبه بمظلمة ضربه سوط فما دونها، الا و ان لي شيطانا يعتريني، فإذا أتاني فاجتنبوني، لا أؤثر في اشعاركم و ابشاركم، و أنتم تغدون و تروحون في اجل قد غيب عنكم علمه، فان استطعتم الا يمضى هذا الأجل الا و أنتم في عمل صالح فافعلوا، و لن تستطيعوا ذلك الا بالله، فسابقوا في مهل آجالكم من قبل ان تسلمكم آجالكم الى انقطاع الاعمال، فان قوما نسوا آجالهم، و جعلوا اعمالهم لغيرهم، فإياكم ان تكونوا أمثالهم الجد الجد! و الوحا الوحا! و النجاء النجاء! فان وراءكم طالبا حثيثا، أجلا مره سريع احذروا الموت، و اعتبروا بالآباء و الأبناء و الاخوان، و لا تغبطوا الأحياء الا بما تغبطون به الأموات.

و قام أيضا فحمد الله و اثنى عليه ثم قال: ان الله عز و جل لا يقبل من الاعمال الا ما اريد به وجهه، فاريدوا الله بأعمالكم، و اعلموا ان ما اخلصتم لله من اعمالكم فطاعه أتيتموها، و خطا ظفرتم به، و ضرائب اديتموها، و سلف قدمتموه من ايام فانية لأخرى باقيه، لحين فقركم و حاجتكم اعتبروا عباد الله بمن مات منكم، و تفكروا فيمن كان قبلكم اين كانوا أمس، و اين هم اليوم! اين الجبارون! و اين الذين كان لهم ذكر القتال و الغلبه في مواطن الحروب! قد تضعضع بهم الدهر، و صاروا رميما، قد تركت عليهم القالات، الخبيثات للخبيثين، و الخبيثون للخبيثات و اين الملوك الذين أثاروا الارض و عمروها، قد بعدوا و نسى ذكرهم، و صاروا كلا شي‌ء الا ان الله قد ابقى عليهم التبعات، و قطع عنهم الشهوات، و مضوا و الاعمال اعمالهم، و الدنيا دنيا غيرهم، و بقينا خلفا بعدهم، فان نحن اعتبرنا بهم نجونا، و ان اغتررنا كنا مثلهم! اين الوضاء الحسنه وجوههم، المعجبون بشبابهم! صاروا ترابا، و صار ما فرطوا فيه حسره عليهم! اين الذين بنوا المدائن و حصنوها بالحوائط، و جعلوا فيها الأعاجيب! قد تركوها

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 3  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست