responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 3  صفحه : 101

ثم امر الناس بالتهيؤ الغزو الروم، فحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمه، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري و يزيد بن رومان و عبد الله بن ابى بكر و عاصم بن عمر بن قتادة و غيرهم، كل قد حدث في غزوه تبوك ما بلغه عنها، و بعض القوم يحدث ما لم يحدث بعض، و كل قد اجتمع حديثه في هذا الحديث ان رسول الله(ص)امر اصحابه بالتهيؤ لغزو الروم، و ذلك في زمن عسره من الناس، و شده من الحر، و جدب من البلاد، و حين طابت الثمار و أحبت الظلال، فالناس يحبون المقام في ثمارهم و ظلالهم، و يكرهون الشخوص عنها على الحال من الزمان الذى هم عليه، و كان رسول الله(ص)قلما يخرج في غزوه الا كنى عنها، و اخبر انه يريد غير الذى يصمد له، الا ما كان من غزوه تبوك، فانه بينها للناس لبعد الشقه و شده الزمان و كثره العدو الذى يصمد له، ليتأهب الناس لذلك اهبته، و امر الناس بالجهاز، و اخبرهم انه يريد الروم.

فتجهز الناس على ما في انفسهم من الكره لذلك الوجه لما فيه، مع ما عظموا من ذكر الروم و غزوهم، [فقال رسول الله(ص)ذات يوم و هو في جهازه ذلك للجد بن قيس أخي بنى سلمه: هل لك يا جد العام في جلاد بنى الأصفر؟ فقال: يا رسول الله، او تاذن لي و لا تفتني! فو الله لقد عرف قومى ما رجل أشد عجبا بالنساء منى، و انى أخشى ان رايت نساء بنى الأصفر الا اصبر عنهن فاعرض عنه رسول الله(ص)و قال: قد أذنت لك، ففي الجد بن قيس نزلت هذه الآية: «وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَ لا تَفْتِنِّي‌]» الآية، اى ان كان انما يخشى الفتنة من نساء بنى الأصفر- و ليس ذلك به- فما سقط فيه من الفتنة بتخلفه عن رسول الله و الرغبة بنفسه عن نفسه اعظم، و ان جهنم لمن ورائه.

و قال قائل من المنافقين لبعض: لا تنفروا في الحر، زهاده في الجهاد،

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 3  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست