responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 2  صفحه : 61

الحاله، فاكثر من القتل و خراب المدائن و القرى و قطع النخل و الأشجار، حتى انتهى الى مدينه جندى سابور، و قد تحصن أهلها، فنصب المجانيق، و هدم بعضها فبينا هم كذلك ذات ليله إذ غفل الروم الموكلون بحراسة سابور، و كان بقربه قوم من سبى الاهواز، فأمرهم ان يلقوا على القد الذى كان عليه زيتا من زقاق كانت بقربهم، ففعلوا ذلك، و لان الجلد و انسل منه، فلم يزل يدب حتى دنا من باب المدينة، و اخبر حراسهم باسمه فلما دخل على أهلها، اشتد سرورهم به، و ارتفعت أصواتهم بالحمد و التسبيح، فانتبه اصحاب قيصر بأصواتهم، و جمع سابور من كان في المدينة و عباهم، و خرج الى الروم في تلك الليلة سحرا، فقتل الروم و أخذ قيصر أسيرا، و غنم أمواله و نساءه، ثم اثقل قيصر بالحديد و اخذه بعماره ما اخرب، و يقال: انه أخذ قيصر بنقل التراب من ارض الروم الى المدائن و جندى سابور، حتى يرم به ما هدم منها، و بان يغرس الزيتون مكان النخل و الشجر الذى عقره، ثم قطع عقبه و رتقه، و بعث به الى الروم على حمار، و قال: هذا جزاؤك ببغيك علينا، فلذلك تركت الروم اتخاذ الأعقاب، و رتق الذؤاب.

ثم اقام سابور في مملكته حينا ثم غزا الروم فقتل من أهلها، و سبى سبيا كثيرا، و اسكن من سبى مدينه بناها بناحيه السوس، و سماها ايرانشهر سابور، ثم استصلح العرب، و اسكن بعض قبائل تغلب و عبد القيس و بكر بن وائل كرمان و توج و الاهواز، و بنى مدينه نيسابور و مدائن اخر بالسند و سجستان، و نقل طبيبا من الهند فاسكنه الكرخ من السوس، فلما مات ورث طبه اهل السوس، و لذلك صار اهل تلك الناحية أطب العجم و اوصى بالملك لأخيه أردشير و كان ملك سابور اثنتين و سبعين سنه.

و هلك في عهد سابور عامله على ضاحيه مضر و ربيعه، امرؤ القيس البدء بن عمرو بن عدى بن ربيعه بن نصر، فاستعمل سابور على عمله‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 2  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست