نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 2 صفحه : 421
ذكر وقعه بدر الكبرى
حدثنا على بن نصر بن على، و عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث- قال على: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، و قال عبد الوارث: حدثنى ابى- قال: حدثنا ابان العطار، قال: حدثنا هشام بن عروه، عن عروه، انه كتب الى عبد الملك بن مروان: اما بعد، فإنك كتبت الى في ابى سفيان و مخرجه، تسألني كيف كان شانه؟ كان من شانه ان أبا سفيان بن حرب اقبل من الشام في قريب من سبعين راكبا من قبائل قريش كلها، كانوا تجارا بالشام، فاقبلوا جميعا معهم أموالهم و تجارتهم، فذكروا لرسول الله(ص)و اصحابه، و قد كانت الحرب بينهم قبل ذلك، فقتلت قتلى، و قتل ابن الحضرمى في ناس بنخله، و اسرت أسارى من قريش، فيهم بعض بنى المغيره، و فيهم ابن كيسان مولاهم، أصابهم عبد الله بن جحش و واقد حليف بنى عدى بن كعب، في ناس من اصحاب رسول الله(ص)بعثهم مع عبد الله بن جحش، و كانت تلك الوقعه هاجت الحرب بين رسول الله(ص)و بين قريش، و أول ما أصاب به بعضهم بعضا من الحرب، و ذلك قبل مخرج ابى سفيان و اصحابه الى الشام.
ثم ان أبا سفيان اقبل بعد ذلك و من معه من ركبان قريش مقبلين من الشام، فسلكوا طريق الساحل، فلما سمع بهم رسول الله(ص)ندب اصحابه و حدثهم بما معهم من الأموال، و بقله عددهم، فخرجوا لا يريدون الا أبا سفيان و الركب معه، لا يرونها الا غنيمه لهم، لا يظنون ان يكون كبير قتال إذا لقوهم، و هي التي انزل الله عز و جل فيها: