responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 2  صفحه : 332

مقيم بمكة، يدعو الى الله سرا و جهرا، قد منعه الله بعمه ابى طالب و بمن استجاب لنصرته من عشيرته، و رات قريش انهم لا سبيل لهم اليه، رموه بالسحر و الكهانه و الجنون، و انه شاعر، و جعلوا يصدون عنه من خافوا منه ان يسمع قوله فيتبعه، فكان أشد ما بلغوا منه حينئذ- فيما ذكر- ما حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمه، قال: حدثنى محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عروه بن الزبير، عن ابيه عروه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قلت له: ما اكثر ما رايت قريشا اصابت من رسول الله(ص)فيما كانت تظهر من عداوته! قال: قد حضرتهم و قد اجتمع اشرافهم يوما في الحجر، فذكروا رسول الله(ص)فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط! سفه أحلامنا، و شتم آباءنا، و عاب ديننا، و فرق جماعتنا، و سب آلهتنا! لقد صبرنا منه على امر عظيم- او كما قالوا.

فبينا هم كذلك إذ طلع رسول الله(ص)فاقبل يمشى حتى استلم الركن، ثم مر بهم طائفا بالبيت، فلما مر بهم غمزوه ببعض القول.

قال: فعرفت ذلك في وجه رسول الله ص، ثم مضى، فلما مر بهم الثانيه غمزوه مثلها، فعرفت ذلك في وجهه، ثم مضى، ثم مر بهم الثالثه، فغمزوه بمثلها، فوقف [فقال: ا تسمعون يا معشر قريش! اما و الذى نفس محمد بيده، لقد جئتكم بالذبح!] قال: فأخذت القوم كلمته، حتى ما منهم رجل الا كأنما على راسه طائر واقع، و حتى ان اشدهم فيه وصاه قبل ذلك ليرفؤه باحسن ما يجد من القول، حتى انه ليقول:

انصرف يا أبا القاسم راشدا، فو الله ما كنت جهولا!

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 2  صفحه : 332
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست