ذي حرث الحميرى و كان حسان- فيما قيل- اقبل من اليمن مع حمير و قبائل من اليمن عظيمه، يريد ان ينقل احجار الكعبه من مكة الى اليمن، ليجعل حج الناس عنده ببلاده، فاقبل حتى نزل بنخله، فاغار على سرح الناس، و منع الطريق، و هاب ان يدخل مكة، فلما رات ذلك قريش و قبائل كنانه و خزيمة و اسد و جذام و من كان معهم من افناء مضر، خرجوا اليه، و رئيس الناس يومئذ فهر بن مالك، فاقتتلوا قتالا شديدا، فهزمت حمير، و اسر حسان بن عبد كلال ملك حمير، اسره الحارث بن فهر، و قتل في المعركة- فيمن قتل من الناس- ابن ابنه قيس بن غالب بن فهر و كان حسان عندهم بمكة أسيرا ثلاث سنين، حتى افتدى منهم نفسه، فخرج به، فمات بين مكة و اليمن.

ابن مالك‌

و أمه عكرشه بنت عدوان، و هو الحارث بن عمرو بن قيس بن عيلان، في قول هشام.

و اما ابن إسحاق فانه قال: أمه عاتكه بنت عدوان بن عمرو بن قيس ابن عيلان.

و قيل: ان عكرشه لقب عاتكه بنت عدوان، و اسمها عاتكه.

و قيل ان أمه هند بنت فهم بن عمرو بن قيس بن عيلان و كان لمالك اخوان، يقال لأحدهما: يخلد، فدخلت يخلد في بنى عمرو بن الحارث ابن مالك بن كنانه، فخرجوا من جماع قريش و الآخر منهما يقال له:

الصلت، لم يبق من ذريته احد.

و قيل: سميت قريش قريشا بقريش بن بدر بن يخلد بن الحارث بن يخلد بن النضر بن كنانه، و به سميت قريش قريشا، لان عير بنى النضر كانت إذا قدمت قالت العرب: قد جاءت عير قريش، قالوا: و كان قريش‌