محمد، قال: حدثنى معروف بن الخربوذ المكى، قال: حدثنى رجل من آل عدى بن الخيار بن عدى بن نوفل بن عبد مناف عن‌

9

ابيه، قال: و قال وهب بن عبد قصى في ذلك- يعنى في اطعام هاشم قومه الثريد:

تحمل هاشم ما ضاق عنه* * * و أعيا ان يقوم به ابن بيض‌

أتاهم بالغرائر متاقات* * * من ارض الشام بالبر النفيض‌

فأوسع اهل مكة من هشيم* * * و شاب الخبز باللحم الغريض‌

فظل القوم بين مكللات* * * من الشيزى و حائرها يفيض‌

قال: فحسده اميه بن عبد شمس بن عبد مناف- و كان ذا مال- فتكلف ان يصنع صنيع هاشم، فعجز عنه، فشمت به ناس من قريش فغضب، و نال من هاشم، و دعاه الى المنافره، فكره هاشم ذلك لسنه و قدره، و لم تدعه قريش و احفظوه، قال: فانى انافرك على خمسين ناقه سود الحدق، تنحرها ببطن مكة، و الجلاء عن مكة عشر سنين فرضى بذلك اميه، و جعلا بينهما الكاهن الخزاعي، فنفر هاشما عليه، فاخذ هاشم الإبل فنحرها و أطعمها من حضره، و خرج اميه الى الشام، فأقام بها عشر سنين فكانت هذه أول عداوة وقعت بين هاشم و اميه.

حدثنى الحارث قال: حدثنا محمد بن سعد، قال: أخبرنا هشام ابن محمد، قال: أخبرني رجل من بنى كنانه، يقال له ابن ابى صالح، و رجل من اهل الرقة مولى لبنى اسد، و كان عالما، قالا: تنافر عبد المطلب ابن هاشم و حرب بن اميه الى النجاشى الحبشي، فأبى ان ينفر بينها، فجعل بينهما نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدى ابن كعب، فقال لحرب: يا أبا عمرو، ا تنافر رجلا هو اطول منك قامه، و اعظم منك هامه، و اوسم منك و سامه، و اقل منك لامه، و اكثر منك ولدا، و اجزل منك صفدا، و اطول منك مذودا! فنفره عليه فقال حرب: ان‌