responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 10  صفحه : 57

فيمن اختار منهم، و نفذت مشيئته فيما يستودعه اياه من خلافته و ارث نبيه، فمؤمنهم مجاهد بنصرته و حميته، يدفعون من نابذه، و ينهرون من عاره و عانده، و يتوثقون له ممن كانفه و عاضده، و يبايعون له من سمح بنصرته، و يتجسسون له اخبار اعدائه، و يكيدون له بظهر الغيب كما يكيدون له براى العين، حتى بلغ المدى، و حان وقت الاهتداء، فدخلوا في دين الله و طاعته و تصديق رسوله، و الايمان به، باثبت بصيره، و احسن هدى و رغبه، فجعلهم الله اهل بيت الرحمه، و اهل بيت الدين- «اذهب عنهم الرجس و طهرهم‌ تَطْهِيراً»- و معدن الحكمه، و ورثه النبوه و موضع الخلافه، و اوجب لهم الفضيلة، و الزم العباد لهم الطاعة.

و كان ممن عانده و نابذه، و كذبه و حاربه من عشيرته، العدد الأكثر، و السواد الأعظم، يتلقونه بالتكذيب و التثريب، و يقصدونه بالأذية و التخويف، و يبادونه بالعداوة، و ينصبون له المحاربة، و يصدون عنه من قصده، و ينالون بالتعذيب من اتبعه و اشدهم في ذلك عداوة و اعظمهم له مخالفه، و اولهم في كل حرب و مناصبه، لا يرفع على الاسلام رايه الا كان صاحبها و قائدها و رئيسها، في كل مواطن الحرب، من بدر و احد و الخندق و الفتح ابو سفيان بن حرب و اشياعه من بنى اميه، الملعونين في كتاب الله، ثم الملعونين على لسان رسول الله في عده مواطن، و عده مواضع، لماضى علم الله فيهم و في امرهم، و نفاقهم و كفر أحلامهم، فحارب مجاهدا، و دافع مكابدا، و اقام منابذا حتى قهره السيف، و علا امر الله و هم كارهون، فتقول بالإسلام غير منطو عليه، و اسر الكفر غير مقلع عنه، فعرفه بذلك رسول الله (صلى الله عليه و سلم) و المسلمون، و ميز له المؤلفه قلوبهم، فقبله و ولده على علم منه، فمما لعنهم الله به على لسان نبيه ص، و انزل به كتابا قوله:

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 10  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست