نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 7 صفحه : 470
و تجُوس خِلالَه و تَتمَكّن فيه. فشبَّهَه بمخْرِ السفينةِ البحرَ.
و تمخَّرت الإِبلُ الكَلأَ، إِذا استقْبَلتها [1] كذا في النوادر.
و بعضُ العَرَب تقولُ: مَخَرَ الذئبُ الشاةَ، إِذا شَقَّ بَطْنها.
كذا في اللِّسان.
مدر [مدر]:
المَدَرُ ، مُحَرَّكةً: قِطَعُ الطِّينِ اليابِسِ المُتماسِكِ، أَو الطِّينُ العِلْكُ الَّذِي لا رَمْل فيه، وَاحدَتُه بهاءٍ. و من المَجَاز 14- قولُ عامر بن الطُّفيْل للنَبيِّ صلى اللّه عليه و سلّم: «لنا الوَبَرُ و لكُم المَدَر » . إِنّمَا عَنَى به المُدُن أَو الحَضَر ، لأَنَّ مَبَانيَهَا إِنّمَا هي بالمَدَر ، و عَنَى بالوَبَرِ الأَخْبِيَةَ لأَنّ أَبْنِيَةَ البَادِيَةِ بالوَبَر.
و المَدَرُ : ضِخَمُ البطْنِ ، و منه مَدِرَ الرجلُ، كفَرِحَ ، مَدَراً ، فهو أَمْدَرُ بَيِّنُ المَدَرِ ، إِذا كان عَظيمَ البطْنِ مُنْتفِخَ الجَنْبَيْن، و هي مَدْرَاءُ . و سيأْتي معنى الأَمْدَر بعدُ أَيضاً.
و أَمّا قولُهُم: الحِجَارَةُ و المِدَارَةُ ، بالكسْر، فهو إِتْباع ، و لا يُتكلَّم به وَحدَه مُكسَّراً على فِعَالة، هََذا مَعْنى قولِ أَبي رِيَاش.
و امْتَدَر المَدَر : أَخَذَه.و مَدَرَ المَكانَ يَمْدُرُهُ مَدْراً : طانَهُ، كمَدَّرَهُ تَمْديراً . و مَكانٌ مَدِيرٌ : مَمْدُور . و مَدَرَ الحَوْضَ: سَدَّ خَصَاصَ حِجارَتِه بالمَدَرِ ، و قيل: هو كالقَرْمَدَة إِلاَّ أَنَ القَرْمَدَة بالجِصّ، و المَدْرَ بالطَّين. و في التهذيب: و المَدْرُ : تَطْيِينُكُ وَجْهَ الحَوضِ بالطِّين الحُرّ لئلاَّ يَنْشَفَ؛ و قيل: لئلاَّ يَخْرُج منه الماءُ. و 17- في حَديث جابر : فانْطَلَق هو و جَبَّارُ بنُ صخْرَةَ فنَزَعَا في الحَوض سَجْلاً أَو سَجْلَيْن فمَدَارَه . أَي[طيّناه و] [2]
أَصْلحاه بالمَدَر .
و المِمْدَرَة ، كمِكْنسَة، و تُفْتحُ الميمُ ، الأُولى نادِرَة:
المَوْضِعُ فيه طِينٌ حُرٌّ يُسْتعَدُّ لذََلكَ. وَ ضَبَط الزمخشريُّ اللُّغة الثانِيَة [3] كمَقْبُرَة و تقُول: أَمْدِرُونا من مَمْدُرَتكُم .
و الهَدَّة مَمْدُرَةُ أَهْل مكَّة. و مَدَرَتُك مُحَرَّكة: بَلْدَتُك أَو قَرْيَتُك ، و في اللّسان:
و العربُ تُسمِّي القَريَةَ المَبْنيَّة بالطِّين و اللَّبِن المَدَرةَ ، و كذََلك المدينةُ الضَّخْمة يُقال لها المَدَرَة ، و في الصحاح: و العربُ تُسمِّي القَرْية المَدَرَة . قال الراجزُ يصفُ رجُلاً مجتهداً في رِعْيَةِ الإِبلِ، يقومُ لوِرْدِها من آخرِ اللَّيْل لاهْتمامه بها:
شَدَّ علَى أَمْرِ الوُرُودِ مِئْزَرَهُ # لَيْلاً و ما نَادَى أَذِينُ المَدَرَهْ
و الأَذِينُ هنا: المُؤذِّن. قلتُ: و هو مَجاز. و من سجعات الأَساس: اللَّهُمَّ أَخْرِجْني من هََذه المَدَرَةِ ، و خَلِّصْني من هََؤُلاءِ المَدَرَة . الأَخير جمْع مادِر [4] .
و من المَجاز: بَنُو مَدْراءَ : أَهْلُ الحَضَر ؛ لأَنَّ سُكناهُم غالباً في البُيُوت المَبْنيَّة بالمَدَر .
و الأَمْدَرُ : الخارِىءُ في ثِيَابه. قال مالكُ بنُ الرَّيْب:
[3] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: و ضبط الزمخشري اللغة الثانية كمقبرة، عبارته في الأساس: و الهدّة ممدرة أهل مكة، بالفتح و الضم، كالمقبرة و أمدرونا من ممدرتكم. ا هـ، و هي تقتضي أن الميم بالفتح لا غير و أن الدال تفتح و تضم فتأمل ا هـ» .
[4] المادر هنا، كما في الأساس، هو الذي يمدر حوضه بسلحه لشحّه لئلا يسقي فيه غيره. و نبه بهامش المطبوعة المصرية إلى عبارة الأساس.