responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 7  صفحه : 452

كُسْوَة، و ماءٌ دافِقٌ، أَي ذُو دَفْقٍ. قال: و فيه قَولٌ آخَرُ:

[و هو] [1] أَحْسَنُ ممّا ذَهَب إِليه‌[الليث‌]، و ذََلِكَ أَنَّ الكافِر لمَّا دَعاه اللََّه إِلى تَوْحِيده فقد دَعاه إِلى نعْمَةٍ [2] و أَحَبَّها له إِذَا أَجابَه إِلى ما دَعاه إِليه، فلمّا أَبَى ما دعَاهُ إِليه من تَوْحيده كان كافِراً نِعْمَةَ اللََّه، أَي مُغَطِّياً لها بإِبَائه، حاجِباً لها عنه.

و كَفَرَ الشَّىْ‌ءَ يَكْفِرُه كَفْراً : سَتَرَه، ككَفَّرَهُ تَكْفِيراً .

و الكَافِرُ : اللَّيْلُ. و في الصحاح: اللَّيْلُ المُظْلِمُ، لأَنّه يَسْتُر بظُلْمَته كلَّ شي‌ءٍ. و كَفَرَ الليلُ الشي‌ءَ و كَفَرَ عَلَيْه؛ غَطَّاهُ؛ و كَفَرَ الليلُ على أَثَر صاحِبِي: غَطَّاه بسَوَادِه، و لقد استُظْرِفَ البَهَاءُ زُهَيْر حَيْثُ قَالَ:

لِي فِيكَ أَجْرُ مُجَاهِدٍ # إِنْ صَحَّ أَنَّ اللَّيْلَ كافِرْ

و الكافِر : البَحْر ، لسَتْرِه ما فيه، و قد فُسِّر بهما قَوْلُ ثَعْلَبَة بن صُعَيْرة [3] المازِنيّ يَصِفُ الظَّلِيمَ و النَّعَامَة و رَوَاحَهما إِلى بَيضهما عند غُروبِ‌ [4] الشمس:

فَتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيداً بَعْدَ مَا # أَلْقَت ذُكَاءُ يَمِينَهَا في كَافِرِ

و ذُكاءُ: اسمٌ للشَّمْس، و أَلْقَت يَمينَهَا في كَافر ، أَي بَدَأت في المَغِيب. قال الجَوْهَرِيّ: و يحتمل أَن يكونَ أَراد اللَّيْل.

قُلْت: و قال بعضُهم: عَنَى به البَحْرَ، و هََكذا أَنشده الجَوْهَرِيّ. و قال الصّاغَانيُّ: و الرِّوَايَةُ «فَتَذَكَّرَت» على التَّأْنِيث، و الضَّمِير للنَّعامة، و بعده:

طَرِفَتْ مَرَاوِدُها و غَرَّدَ سَقْبُها # بِاْلآءِ [5] و الحَدَجِ الرِّوَاءِ الحادِرِ

طَرِفت، أَي تباعدت. قلتُ: و ذكر ابنُ السِّكّيتَ أَنّ لَبِيداً سَرَق هََذا المَعْنَى فقال:

حَتّى إِذَا أَلْقَتْ يَداً في كافِرٍ # و أَجَنَّ عَوْرَاتِ الثُّغُورِ ظَلامُهَا

قال: و من ذََلك سُمِّيَ الكَافرُ كافِراً لأَنّه سَتَر نِعَمَ اللََّه.

و الكافِرُ الوادِي العَظِيمُ. و قيل الكَافِر : النَّهْر الكَبِير ، و به فَسَّر الجَوْهريُّ قَوْلَ المُتَلَمِّس يذكر طَرْحَ صَحيفَتِه:

فأَلْقَيْتُها بالثِّنْيِ من جَنْبِ كافرٍ # كَذََلِك أَقْنو كُلَّ قِطٍّ مضَلَّلِ‌

و الكافِر : السَّحاب المُظْلِمُ‌ لأَنّه يَستُر ما تَحْتَه.

و الكافِر : الزَّارِعُ‌ لسَتْرِه البَذر بالتُّرَابِ. و الكُفَّارُ : الزُّرَّاع و تقولُ العربُ للزَّارِع‌ [6] . كافرٌ لأَنّه يَكْفُر البَذْرَ المَبْذُورَ[في الأَرض‌] [7] بتُرَاب الأَرْضِ المُثَارَة إِذا أَمَرَّ عليها مَالَقَهُ‌ [8] ، و منه قولُه تعالَى: كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ اَلْكُفََّارَ نَبََاتُهُ [9] أَي أَعْجَب الزُرّاعَ نَباتُه، و إِذا أَعجَبَ الزُّرَّاعَ نَباتُه مع عِلْمِهم به فهو غايةُ ما يُسْتَحْسَن، و الغَيْث: المَطَرُ هنا، و قد قيل:

الكُفَّارُ في هََذه الآية الكُفَّار باللََّه تعالَى، و هم أَشَدُّ إِعْجاباً بزِينَة الدُّنْيَا و حَرْثِهَا من المُؤْمِنين. و الكافِرُ : الدِّرْعُ‌ ، نقله الصاغَانيُّ، لسَتْرِهَا ما تحتَها. و الكافِر من الأَرْضِ: مَا بَعُد عن الناسِ‌ ، لا يَكادُ يَنْزِلُه أَو يَمُرُّ به أَحدٌ، و أَنشد اللَّيْثُ في وصف العُقَابِ و الأَرْنَبِ:

تَبَيَّنَتْ لَمْحَةً من فَزٍّ عكْرِشةٍ # في كافِرٍ ما بِه أَمْتٌ و لا عِوَجُ‌

كالكَفْرِ ، بالفَتْح، كما هو مُقْتَضَى إِطلاقه، و ضبطه الصّاغَانيُّ بالضَّمِّ هََكذا رأَيْتُه مُجَوَّداً و الكافِر : الأَرْضُ المُسْتَوِيَةُ ، قالَه الصاغَانِيُّ، و قال ابنُ شُمَيْل: الكافر :

الغائطُ الوَطِى‌ءُ [10] ، و أَنشد البيتَ السابِقَ و فيه:

فأَبْصَرَتْ لَمْحَةً من رَأْسِ عِكْرِشَةٍ

و الكافِر : النَّبْتُ‌ ، نقله الصاغانيّ.


[1] زيادة عن التهذيب.

[2] العبارة في التهذيب المطبوع: «نعمة ينعم بها عليه إذا قبلها فلما ردّ ما دعاه إليه من توحيده.. » و المثبت بالأصل يوافق ما نقله اللسان عن الأزهري.

[3] في التهذيب و الصحاح «صُعير» و في اللسان فكالأصل، و فيه أيضاً (ط. صادر) : «ثعلب» بدل «ثعلبة» .

[4] في التهذيب: «عند إياب الشمس» و هما بمعنى واحد.

[5] عن التكملة و بالأصل «بألاء» .

[6] الأصل و التهذيب و في اللسان: الزراع.

[7] زيادة عن التهذيب.

[8] المالق بفتح اللام و هو المالج و هو خشبة عريضة يجرها الثيران يملس بها الحارث الأرض المثارة.

[9] سورة الحديد الآية 20.

[10] و مثله في اللسان، و في التهذيب: الحائط الواطى‌ء.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 7  صفحه : 452
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست