نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 7 صفحه : 380
و قَرَّ بالمَكَانِ يَقِرَّ بالكَسْرِ و بالفَتْح ، أَي منْ حدّ ضَرَبَ و عَلِمَ، ذكرُهما ابنُ القَطّاع. و قال ابنُ سِيدَه: و الأُولَى أَعْلَى، أَي أَكْثَرُ اسْتِعْمَالاً، قَرَاراً ، كسَحَابٍ، و قُرُوراً ، كقُعُود، و قَرًّا ، بالفَتْح، و تَقْرارَةً و تَقِرَّةً ، الأَخِيرَةُ شَاذَّة: ثَبَتَ و سَكَنَ ، فهو قارٌّ ، كاسْتَقَرّ ، و تَقَارَّ ، و هو مُسْتَقِرٌّ .
و يُقَال: فلانٌ ما يَتَقارُّ في مَكَانِه، أَي ما يَسْتَقِرّ . و أَصْلُ تَقَارَّ تَقَارَرَ، أُدْغِمَت الراءُ. و في حَدِيث أَبي ذَرٍّ: «فلم أَتَقارَّ أَنْ قُمْتُ» أَي لَمْ أَلْبَثْ. و أَقَرَّه فيهِ و عَلَيْه إِقْرَاراً فاسْتَقَرَّ و قَرَّرَهُ فتَقَرَّرَ .
و القَرُورُ ، كصَبُورٍ: المَاءُ البارِدُ يُغْتَسَلُ به، كالبَرُود؛ قاله ابنُ السِّكِّيت، و المَرْأَةُ قَرُورٌ : لا تَمْنَعُ يدَ لامسٍ كأَنَّهَا تَقَرّ و تَسْكُن لِما يُصْنَعُ بِهَا، لا تَرُدُّ المُقَبِّلَ و المُرَاوِدَ ، و لا تَنْفِرُ من الرِّيبة؛ و بعضُهُ من النَّوَادِر للّحْيَانِيّ.
و القَرَارُ ، و القَرَارَةُ ، بفتحِهما: مَا قَرَّ فيه المَاءُ. و القَرَارُ ، و القَرَارَةُ : المُطْمَئِنُّ من الأَرْضِ و المُسْتَقِرُّ منها. و قال أَبو حَنِيفَةَ: القَرَارَةُ : كُلُّ مُطْمَئنٍّ انْدَفَعَ إِليه المَاءُ فاسْتَقَرّ فيه.
قال: و هِيَ من مَكَارِمِ الأَرْضِ إِذا كانَت سُهُولَة. و 1- في حَدِيث ابنِ عَبّاس ، و ذَكَرَ عَلِيّاً رَضيَ اللََّه عنهم، فقال:
«عِلمِي إِلى عِلمِه كالقَرَارَةِ في المُثْعَنْجِر» . و 17- في حَدِيث يَحْيَى بنِ يَعْمَرَ : «و لَحِقَتْ طائفَةٌ بقَرَارِ الأَوْدِيَة» . و كذا قولُ أَبِي ذُؤَيْب:
بقَرَارِ قِيعَانٍ سَقَاهَا وَابِلٌ # وَاهٍ فأَثْجمَ بُرْهَةً لا يُقْلِعُ
قال الأَصمعيّ: القَرَارُ هُنَا: جمع قَرَارَة . و قال ابنُ شُمَيْل: بُطُونُ الأَرْضِ قَرَارُهَا ، لأَنَّ المَاءَ يَسْتَقِرُّ فيها.
و يُقَال: القَرَارُ : مُسْتَقَرُّ الماءِ في الرَّوْضَة. و قال ابنُ الأَعرابيّ: القَرَارَةُ : القاعُ المُسْتَدِير. و قولُه عَزّ و جلّ: ذََاتِ قَرََارٍ وَ مَعِينٍ[1] قالُوا: هو المَكَانُ المُطْمَئنُّ الذِي يَسْتَقِرّ فيه الماءُ. و يُقَال للرَّوْضَة المُنْخَفِضَة: القَرَارَة .
و القَرَارُ : الغَنَمُ عامَّةً، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ، و أَنشد:
أَسْرَعْتِ في قَرَارِ # كأَنَّما ضِرَارِي
أَرَدْتِ يَا جَعَارِ
أَو يُخَصّانِ [2] بالضِّأْنِ ، خَصّهُ ثعلَبٌ، أَو النَّقَد قَال الأَصْمَعِيّ: القَرَارُ ، و القَرَارَةُ : النَّقَدُ، و هو ضَرْبٌ من الغَنَم قِصَارُ الأَرْجُلِ قِبَاحُ الوُجُوهِ؛ و أَجْوَدُ الصُّوفِ صُوفُ النَّقَدِ.
و أَنشد لعَلْقَمَة بن عَبَدَةَ:
و المَالُ صُوفُ قَرَارٍ يَلْعَبُونَ بِه # على نِقَادَتِهِ وَافٍ و مَجْلُومُ
أَي يَقِلُّ عند ذا وَ يَكْثُر عِنْد ذا.
و من المَجَازِ قولُهُم: أَقَرَّ اللََّه عَينَه، و كذا بعَيْنِه ، و يَقَرُّ بعَيْنِي أَنْ أَراكَ. و اخْتُلِفَ في مَعْنَاه: فقِيل: معناهُ أَعْطَاهُ حتَّى تَقَرَّ فلا تَطْمَح إِلى مَنْ هو فَوقَه. و يُقَالُ: تَبْرُدُ و لا تَسْخُنُ. و قال الأَصْمَعِيُّ: أَبْرَدَ اللََّه دَمْعَتَه [3] ، لأَنّ دَمْعَة السُّرورِ بارِدَة. و أَقَرَّ اللََّه عَيْنَه: من القَرُورِ ، و هو الماءُ البارِدُ.
و قيل: معناه صادَفْتَ ما يُرْضِيكَ فتَقَرّ عَيْنُك من النَّظَر إِلى غَيْرِه. و رَضِيَ أَبو العَبّاس هََذا القَوْلَ و اختارَهُ. و قال أَبو طالِبٍ: أَقَرّ اللََّه عَيْنَه: أَنامَ عَيْنَه، و المَعْنَى صادَفَ سُروراً يُذْهِبُ سَهَرَه فَيَنَامُ. و أَنشد:
و عَيْنٌ قَرِيرَةٌ [5] ، و قارَّةٌ ، و رجُلٌ قَرِيرُ العَيْنِ. و قَرِرْتُ به عَيْناً فأَنَا أَقَرُّ . و قُرَّتُهَا : ما قَرَّت به ، و في التَّنْزِيل العزِيز:
فَلاََ تَعْلَمُ نَفْسٌ مََا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ[6] و 14- قَرَأَ أَبو هُرَيْرَة: «من قُرّاتِ أَعْيُن» . و رَوَاه عن النبيّ صلى اللََّه عليه و سلّم.
و16- في الحَدِيث : «أَفْضَلُ الأَيّامِ عندَ اللََّه يومُ النَّحْرِ ثمّ يَوْمُ القَرِّ » . و هو الذي يَلِي يَوْمَ [7] النَّحْرِ لأَنَّهُم يَقِرّون فيه بمِنًى ، عن كُرَاع. و قال غيرُه: لأَنّهُم يَقَرُّون في منازِلهم. و قال أَبو عُبَيْد: و هو حادِي عَشرَ ذي الحِجَّة، سُمِّي به لأَنَّ أَهْلَ المَوْسِم يوم التَّرْوِيَةِ و يومَ عَرَفَةَ و يومَ النَّحْر في تعَب من الحَجّ، فإِذا كانَ الغَدُ من يوْمِ النَّحْرِ قَرُّوا بمِنًى، فسُمِّيَ يَوْمَ القَرِّ .