عن أَبِي زَيْدٍ: إِنّه لنَبْتٌ مُغَثْمَرٌ و مُغَذْرَمٌ و مَغْثُومٌ، أَي مُخَلَّط ليس بِجَيّد.
غدر [غدر]:
الغَدْرُ : ضِدُّ الوَفاءِ بالعَهْدِ؛ قالهُ ابنُ سِيدَه في المُحْكَم. و قال غيرُه: الغَدْر : تَرْك الوَفَاءِ، و قيل: هو نَقْضُ العَهْدِ. و في البصائر للمُصَنّف: الغَدْرُ : الإِخْلالُ بالشَّيْءِ و تَرْكُه. و قال ابنُ كَمال باشا: الوَفاءُ: مُرَاعَاةُ العَهْد، و الغَدْرُ : تَضْيِيعُه، كما أَنَّ الإِنْجَازَ مراعَاةُ الوَعْد، و الخُلْفُ تَضْيِيعُه، فالوَفَاءُ و الإِنْجازُ في الفِعْل كالصِّدْقِ في القَوْل، و الغَدْرُ و الخُلْفُ كالكَذِب فيه.
غَدرَهُ ، و غَدرَ بِهِ ، أَي مُتَعَدِّياً بنَفْسِه و بالباءَ كنَصَر و ضَرَبَ و سَمِعَ الأَوّلان ذَكَرَهُمَا ابنُ القَطّاع و ابنُ سِيدَه، و اقْتَصَر على الأَوّل أَكثرُ الأَئِمّة، و الثالِثَة عن اللّحْيَانِيّ، قال ابنُ سِيدَه: و لَسْتُ منه على ثِقَةٍ، يَغْدِرُ غَدْراً ، بالفَتْح، مصدرُ البابَيْن الأَوَّلَيْن و غَدَراً و غَدَراناً مُحَرّكة فِيهما [3] ، و هُمَا مَصْدَرُ البابِ الثالِث على ما نَقَلَهُ اللّحْيَانيّ، و أَنْكَرَه ابنُ سِيدَه.
و هي غَدُورٌ ، كصَبُورٍ و غَدّارٌ و غَدّارَةٌ ، بالتَّشْدِيد فِيهما، و هو غادِرٌ و غَدّارٌ ، ككَتّانٍ، و غِدِّير و غَدُورٌ ، كسِكّيتٍ و صَبُورٍ، و غُدَرٌ ، كصُرَدٍ، و أَكْثَرُ ما يُسْتَعْمَل هََذا الأَخيرُ في النِّداءِ في الشَّتْمِ، يُقَالُ: يا غُدَرُ . و 17- في حديث الحُدَيْبِيَّة :
قال عُرْوَةُ بنُ مَسْعُود للمُغِيرَة: «يا غُدَرُ ، و هَلْ غَسَلْتُ غَدْرَتَكَ إِلاّ بالأَمْسِ؟» . و 17- في حديث عائِشَةَ : قالت للقَاسِم:
«اجْلِسْ غُدَرُ » . أَي يا غُدَر ، فحَذَفَت حَرْفَ النّداءِ. و يُقَالُ في الجَمْعِ: يالَ غُدَرَ ، مثل يالَ فُجَرَ. و في المُحْكَم: قال بعضُهُم يُقَال للرَّجُلِ: يا غُدَرُ و يا مَغْدَرُ ، كمَقْعَدٍ و مَنْزِل، و كذا يا ابْنَ مَغْدَرٍ بالوَجْهَيْن، مَعارِفَ. قال: و لا تقولُ العَرَب: هََذا رَجُلٌ غُدَرُ ، لأَنّ الغُدَرَ في حالِ [4] المَعْرِفَة عندهم. و قال شَمِرٌ: رجل غُدَرٌ ، أَي غادِرٌ ، و رَجُلٌ نُصَرٌ، أَي ناصِرٌ، و رَجُلٌ لُكَعٌ، أَي لَئيمٌ. قال الأَزهريّ: نَوَّنَها كلَّها خِلافَ ما قالَ اللَّيْث، و هو الصَّواب، إِنَّمَا يُتْرَكُ صَرْفُ باب فُعَل إِذا كان اسماً معرفَةً مثل عُمَرَ و زُفَرَ. و قال ابنُ الأَثِيرِ:
غُدَر معدولٌ عن غادِرٍ للمُبَالَغَة، و يُقَال للذَّكَرِ: يا غُدَرُ ، و لها: يا غَدَارِ ، كقَطامِ ، و هما مُخْتَصّان بالنّداءِ في الغالِب.
و أَغْدَرَهُ : تَرَكَهُ و بَقّاهُ. حَكَى اللّحيانيّ: أَعانَنِي فُلانٌ فأَغْدَرَ لَهُ ذََلك في قَلْبِي مَوَدَّة، أَي أَبْقَاهَا. و 14- في حديث بَدْرٍ :
«فخَرَجَ رَسُولُ اللََّه صلى اللّه عليه و سلّم في أَصْحَابِه فَبَلَغَ قَرْقَرَةَ الكُدْرِ فَأَغْدَرُوه » . أَي تَرَكُوه و خَلَّفُوه. و 17- في حديث عُمَرَ، و ذَكر حُسْنَ سِيَاسَتهِ فقال : «و لوْ لا ذََلك لأَغدَرْتُ بعضَ ما أَسُوقُ» .
أَي خَلَّفْت، شَبَّه نَفْسَه بالرّاعِي، و رَعِيَّتَه بالسَّرْحِ. و رُوِيَ « لَغَدَّرْتُ » ، أَي لأَلْقَيتُ الناسَ في الغَدَر ، و هو مكانٌ كثيرُ الحِجَارَة.
كغادَرَه مُغَادَرَةً و غِدَاراً ، ككِتَابٍ. و في قول اللََّه عَزّ و جلَّ: لاََ يُغََادِرُ صَغِيرَةً وَ لاََ كَبِيرَةً[5] أَي لا يَتْرُكُ. و قال المُصَنّف: أَي لا يُخِلّ. و 14- في الحَدِيث أَنّه صلى اللّه عليه و سلّم قال : «لَيْتَنِي غُودِرْتُ مع أَصْحَابِ نُحْصِ الجَبَل» . قال أَبو عُبَيْد: مَعْنَاه يا لَيْتَنِي استُشْهِدْت معهم. النُّحْصُ: أَصلُ الجَبَلِ و سَفْحُه،