نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 6 صفحه : 69
ابْذعَرَّتْ ، أَي تَفرَّقَتْ وَ جَفَلَتْ.
بذقر [بذقر]:
ابْذقَرُّوا ، أَهمله الجوهَرِيُّ، و قال الفَرّاءُ: أَي تَبَدَّدُوا و تَفَرَّقُوا ، كابْدَقَرُّوا و امْذَقَرُّوا، و بمعنى ابْذَعَرُّوا.
و يقال: ما ابْذقَرَّ الدَّمُ في الماءِ : أَي لم يَمْتَزِجْ بالماءِ، و لكنّه مرَّ فيه كالطريقةِ، و به فُسِّر 17- حديثُ عبدِ اللّهِ بن خَبّاب ، و قَتَلتْه الخَوارِجُ على شاطيءِ نَهْرٍ «فسال دَمُه في الماءِ فما ابْذَقَرَّ » ، و يُرْوَى: «فما امْذَقَرَّ» ، قال الرَّاوِي: «فأَتْبَعْتُه بَصَرِي كأَنَّه شِرَاكٌ أَحْمَرُ [1] . و قيل: المعنَى أَي لم تَتَفَرَّق أَجزاؤُه بالماءِ فَتُمْزَجَ به، و لكنّه مرَّ فيه مُجتمِعاً مُتَميِّزاً منه ، و سيأَتي في ترجمة مذقر.
بردر [بردر]:
بَرْدَرَايَا ، بالفتح، أَهملَه الجماعةُ، و هو ع أَظنُّه بالنَّهْروان من بغدَادَ، كذا في المُعجَم، عن سِيبَوَيْه ، كذا ذَكَرَه أَئِمَّةُ التَّصْرِيفِ عنه، و هو في الكتاب، قالوا: فيه ثلاثةُ زوائدَ كلُّها في آخِرِه، فإِذا أُرِيدَ تَصْغِيرُه حُذِفَتْ تلك الزَّوائدُ كلُّها، و قيل: بُرَيْدِر ، وِزَان جُعَيْفِرٍ، قاله شيخُنا.
بردشر [بردشير]:
بَرْدَشِيرُ [2] كَزَنْجِبِيلٍ ، أَهملَه الجماعةُ، و هو: د، بِكرْمانَ ممّا يَلِي المَفَازةَ التي بين كِرْمانَ و خُراسانَ، و قال حمزةُ الأَصفهانِيُّ: هو تَعْرِيبُ أَرْدَشِيرَ، و أَهلُ كِرْمَانَ يُسَمُّونها كَواشِيرَ، و قال أَبو يَعْلَى محمّدُ بنُ محمّدٍ البِغداديُّ:
فَرَدَّ عَزْمِيَ عنها # هَوَى الجُفُونِ المَرِيضَهْ
و قد نُسِبَ إِليها جماعةٌ من المحدِّثين.
برر [برر]:
البِرُّ ، بالكسر: الصِّلَةُ ، و قد بَرَّ رَحِمَه يَبَرُّ ، إِذا وَصَلَه، و رجلٌ بَرُّ بِذِي قَرابَتِه، و عليه خُرِّجَتْ هََذه الآيةُ:
لاََ يَنْهََاكُمُ اَللََّهُ عَنِ اَلَّذِينَ لَمْ يُقََاتِلُوكُمْ فِي اَلدِّينِ وَ لَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيََارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ[4] ، أَي تَصِلُوا أَرحامَهم، كذا في البَصائر، و قولُه عَزَّ و جَلَّ: لَنْ تَنََالُوا اَلْبِرَّ حَتََّى تُنْفِقُوا مِمََّا تُحِبُّونَ[5] قال أَبو منصورٍ: البِرُّ خَيرُ الدُّنيا و الآخِرةِ؛ فخَيرُ الدُّنيا ما يُيَسِّرُه اللّه تعالَى للعَبْدِ من الهُدَى و النِّعْمَةِ و الخَيْرَاتِ، و خيرُ الآخِرَةِ الفَوْزُ بالنَّعِيم الدّائِمِ في الجَنَّة ، جَمَعَ اللّه لنا بينهما برَحْمَتِه و كَرَمِه، و قال شَمِرٌ في 14- قوله صلى اللّه عليه و سلّم : «عليكم بالصِّدْق فإِنّه يَهْدِي إِلى البِرّ » . و اختلفَ العلماءُ في تفسير البِرّ ، فقال بعضُهم: البِرُّ الصَّلاحُ، و قال بعضُهم: البِرُّ : الخَيْرُ ، قال: و لا أَعلمُ تفسيراً أَجْمَعَ منه؛ لأَنه يُحِيط بجميعِ ما قالُوا، و قال الزَّجّاجُ في تفسير قولِه تعالَى:
لَنْ تَنََالُوا اَلْبِرَّ : قال بعضُهُم: كلُّ ما تُقُرِّبَ به إِلى اللّه عَزَّ و جَلَّ مِن عَمَلِ خَيْرٍ فهو إِنفاقٌ.
و البِرُّ : الاتِّساعُ في الإِحسان إِلى النّاس، و قال شيخُنَا:
قال بعضُ أَربابِ الاشْتِقَاقِ: إِنّ أَصْلَ معنَى البِرِّ السَّعَةُ، و منه أُخِذَ البَرُّ مُقَابِل البَحْرِ، ثمّ شاع في الشَّفَقَة و الإِحسانِ و الصِّلَةِ، قاله الشِّهَاب في العناية. قلتُ: و قد سَبَقَه إِلى ذلك المُصَنِّفُ في البَصَائِر، قال ما نصُّه: و مادَّتُها-أَعْنِي ب ر ر-مَوضوعةٌ للبَحْر، و تُصُوِّر منه التوسُّعُّ فاشتُقَّ منه البَرّ ، أَي التوسُّع في فِعْل الخَيرِ، و يُنسَب ذََلك تارةً إِلى اللّه تعالَى في نحو: إِنَّهُ هُوَ اَلْبَرُّ اَلرَّحِيمُ[6] و إِلى العَبْد تارةً فيقال: بَرَّ العَبْدُ رَبَّه، أَي تَوَسَّعَ في طاعَتِه، فمِنَ اللّه تعالَى الثَّوابُ، و من العَبدِ الطّاعةُ و ذلك ضَرْبانِ: ضَرْبٌ في الاعتقاد، و ضَرْبٌ في الأَعمال. و قد اشتملَ عليهما قولُه تعالى: لَيْسَ اَلْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ[7] الآية، و على هََذا ما 14- رُوِيَ أَنه صلى اللّه عليه و سلّم سُئلَ عن البِرّ فتَلاَ هََذه الآيةَ. ؛ فإِنّ الآيةَ متضمِّنةٌ للاعتقادِ و الأَعمالِ [8] : الفَرائِض و النَّوَافِلِ.
و بِرُّ الوالدَيْنِ: التَّوسُّعُ في الإِحسان إِليهما.
و البِرُّ : الحجُ : عن الصَّاغانِيِّ.
و يُقَال: بَرَّ حَجُّكَ يَبَرُّ بُرُوراً و بُرَّ ، الحَجُّ يُبَرُّ بِرّاً بالكسر، بفَتْح الباء و ضَمِّهَا، فهو مَبْرُورٌ : مَقْبُولٌ.
[1] أي لم يمتزج دمه بالماء، و لكنه مرّ فيه كالطريقة، و لذلك شبهه بالشراك الأحمر. عن التكملة.
[2] قيدها في معجم البلدان: بَردَسير بالسين المكسورة.