نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 6 صفحه : 490
فجَلَتْهَا لنا لُبَابَةُ لَمَّا # وَقَذَ النَّوْمُ سائِرَ الحُرَّاسِ
و كذا قول الشاعر:
أُلْزِمَ العَالَمونَ حُبَّك طُرّاً # فهْوَ فَرْضٌ في سائِر الأَدْيانِ
فالسائِر فيهما بمعنَى الجَمِيعِ.
و من الغَرِيب ما نقلَه شيخُنَا عن السَّيِّدِ في شَرْح السّقط أَنه زعم أَن النّحويّين اشترَطوا في سائِر أَنها لا تُضَاف إِلا إِلى شيْءٍ قد تقدَّم ذِكْرُ بَعْضِه، نحو: رأَيْتُ فَرَسَكَ و سائرَ الخَيْل: دونَ رَأَيْت حِمَارَك، لعدَم تَقدُّم ما يَدُلّ على الخَيْل.
و ضَافَ أَعرابِيٌّ قَوْماً فأَمَرُوا الجارِيَةَ بتطْيِيبه، فقال:
«بَطْنِي عَطِّرِي، و سائِرِي ذَرِي» و هو من أَمثالهم المشهورة و معنَى سائِري ، أَي جَميعي.
و من المَجَاز: أُغِيرَ على قَوْمٍ فاستَصْرَخُوا بَنِي عَمِّهم أَي استَنْصَرُوهم فأَبْطَؤُوا عنهم حتَّى أُسِرُوا و أُخِذُوا و ذُهِبَ بِهِم، ثم جَاؤُوا ، أَي بَنُو العَمّ يَسْأَلُونَ عَنْهُم، فقال لهم المسؤول هََذا القَوْلَ الذي ذَهَبَ مثلاً: «أَ سائِرَ اليَوْمِ و قد زالَ الظُّهْرُ» . قال الزَّمَخْشَرِيّ: يُضْرَبُ لِمَا يُرْجَى نَيْلَه و فَاتَ وَقْتُه، أَي أَتَطْمَعُون فيما بَعُدَ و قد تَبَيَّنَ لكم اليأْسُ، لأَنَّ مَنْ كانَتْ حاجَتُه اليومَ بأَسْرِهِ و قد زالَ الظُّهْرُ وَجَبَ أَن يَيْأَسَ كما يَيْأَسُ منها بالغُرُوبِ. و ذَكَره الجَوْهَرِيّ مَبْسُوطاً في «س ى ر» .
و سَئِرَ ، كفَرِحَ: بَقِيَ ، و أَسأَرَ : أَبْقَى.
و سُؤْرُ الأَسَدِ هو أَبو خَبِيئَةَ[1] مُحمَّدُ بنُ خَالِدٍ الكُوفِيُ ، عن أَنَسٍ، و عنه الثَّوْرِيّ، لأَنَّ الأَسَدَ افْتَرَسَه فَتَرَكَه حَيّاً ، فلُقِّب بذََلك قولهم: هََذِه سُؤْرَةُ الصَّقْرِ، لِمَا يَبْقَى من لحمته.
و تَساءَر كتَقَابل [2] -و في التَّكْمِلة كتَقَبَّل: شَرِبَ سُؤْرَ النَّبِيذِ و بَقايَاه، عن اللِّحْيَانيّ. *و ممّا يستدرك عليه:
سُؤْرَةُ المالِ: جَيِّدُه.
و أَسْأَرَ الحاسِبُ: أَفضَلَ و لم يَسْتَقْصِ و هو مَجاز.
و في الصّحاح [3] : يقال في السّائرِ : سارٌ أَيضاً. و أَنشدَ قَوْلَ أَبِي ذُؤَيْبٍ يَصِف ظَبْيةً:
و استدرك شيخُنَا: سُؤْر الذِّئْب، قال: و هو شاعرٌ مَشْهُورٌ.
سبر [سبر]:
السَّبْرُ ، بفتح فسكون: امْتِحَانُ غَوْرِ الجُرْحِ و غَيْرِه. يقال: سَبَرَ الجُرْحَ يَسْبُرَهُ و يَسْبِرُه سَبْراً : نَظَرَ مِقْدَارَه و قاسَه ليَعْرِفَ غَوْرَه، هََكذا بالوَجهين عند أَئِمَّةِ اللُّغَةِ، و صَرَّح به غَيرُ واحد. و قَضِيَّة اصْطِلاحِ المُصنِّف أَنَّ مُضارِعَه إِنما يقال بالضَّمّ، ككَتَب. و قوله «و غيره» ، يَشمَلُ الحَزْرَ، و التَّجْرِبَةَ و الاخْتِبارَ، و استخراجَ كُنْهِ الأَمرِ. و منه 14- حدِيثُ الغَارِ : «قال له أَبو بكر: لا تَدخُلْه حَتَّى أَسْبُرَهُ قَبْلَك» . أَي أَختَبِرَه و أَعْتَبِرَه، و أَنْظُرَ هل فيه أَحدٌ أَو شَيْءٌ يُؤذِي.
و فَرَّقَ في المِصْباح فقال: سَبَرَ الجُرْحَ، كنَصَر. و سَبَرَ القَومَ، إِذا تأَمَّلَهم، بالوَجْهَيْنِ، كقَتَل و ضَرَب، نقلَه شَيْخُنا.
قلْت: و هو وَارِد على المُصَنِّف أَيضاً، كالاسْتِبَارِ ، و كلُّ أَمرٍ رُزْتَه فقد سَبَرْتَه و استَبَرْتَه .
و السَّبْرُ : الأَسَدُ قاله المُؤرِّج.
و السَّبْرُ : الأَصْلُ، و اللَّوْنُ، و الجَمَالُ، و الهَيْئَةُ الحَسَنَةُ ، و الزِّيُّ و المَنْظَرُ، و يُكْسَر في هََذه الأَرْبَعَة. قال أَبو زِياد الكِلاَبيّ: وَقَفْتُ على رَجلٍ من أَهلِ البادِيَةِ بعدَ مُنْصَرَفِي من العراق فقال: أَمَّا اللِّسَانُ فبَدَوِيّ، و أَمّا السِّبْر فحضَرِيّ.
قال: السِّبْر ، بالكَسْر: الزِّيُّ و الهَيْئَة. قال: و قالت بَدَوِيَّةٌ:
أَعجَبَنا سِبْرُ فُلان، أَي حُسْنُ حالِه و خِصْبُه في بَدَنِه.
و قالت: رأَيتُه سَيِّىءَ السِّبْرِ ، إِذا كان شاحِباً مَضْرُوراً في بَدَنِه، فجَعَلَت السِّبْر بمَعْنَيَيْن. و يقال: إِنه لحَسَنُ السِّبْرِ إِذا