و الزَّوْرُ : قُوَّةُ العَزِيمَةِ ، و الذي وَقعَ في المُحكَم و التَّهْذِيب: الزَّوْرُ : العَزِيمة، و لا يُحْتَاج إِلى ذِكْر القُوَّة فإِنها معنًى آخَرُ.
و الزَّوْرُ : الحَجَرُ الَّذِي يَظْهَر لِحَافِرِ البِئْرِ فيَعْجِزُ عن كَسْرِهِ فيَدَعُه ظاهِراً. و قال بعضُهم: الزَّوْرُ : صَخْرَةٌ، هََكذا أَطلَقَ و لم يُفَسِّر.
و الزَّوْر : وَادٍ قُرْبَ السَّوَارِقِيَّة.
و يَوْمُ الزَّوْرِ ، وَ يقال: يَوْمُ الزَّوْرَيْن ، و يَومُ الزَّوِيرَيْنِ لبَكْرٍ على تَمِيم. قال أَبو عُبَيْدةَ: لأَنَّهُمْ أَخَذُوا بَعِيرَيْن. و نَصُّ أَبِي عُبَيْدَة:
بَكْرَيْن مُجَلَّلَيْنِ فعَقَلُوهُما ، أَي قَيَّدُوهما، و قالوا: هََذانِ زَوْرَانَا[2] أَي إِلََهَانَا لَنْ نَفِرّ. و نصّ أَبِي عُبَيْدة: فلا نَفِرّ حتَّى يَفرَّا ، و هُزِمَت تَمِيمٌ ذََلِكَ اليَوْم، و أُخِذَ البَكْرَانِ فنُحِرَ أَحدُهما و تُرِكَ الآخَرُ يَضْرِب في شَوْلِهِم.
و قال الأَغْلَبُ العِجْليّ يَعِيبُهم بجَعْل البَعِيرَينِ رَبَّيْن لهم:
الأَصمُّ: هو عَمْرو بن قَيْسِ بن مَسْعُودِ بنِ عَامِر، رَئِيسُ بَكْرِ بْنِ وَائِل في ذََلك اليومِ.
و الزُّورُ بالضَّمِّ: الكَذِبُ ، لكَوْنه قَوْلاً مائِلاً عن الحَقّ.
قال تعالى: وَ اِجْتَنِبُوا قَوْلَ اَلزُّورِ[5] و به فُسِّر أَيضاً 16- الحَدِيث : «المُتَشَبِّع بما لم يُعْطَ كَلابِس ثَوْبَيْ زُورٍ » .
و الزُّورُ : الشِّرْكُ باللّه تَعَالَى ، و قد عَدَلَت شَهَادَةُ الزُّورِ الشِّرْكَ باللّه، كما جاءَ في الحَدِيث لقَوْله تعالى: وَ اَلَّذِينَ لاََ يَدْعُونَ مَعَ اَللََّهِ إِلََهاً آخَرَ[6] ثم قال بعدَها: وَ اَلَّذِينَ لاََ يَشْهَدُونَ اَلزُّورَ[7] و به فَسَّر الزَّجَّاج قولَه تَعالَى: وَ اَلَّذِينَ لاََ يَشْهَدُونَ اَلزُّورَ . و قيل: إِن المرادَ به في الآية مَجَالِسُ [8]
اليَهُودِ و النَّصَارَى عن الزَّجّاج أَيضاً، و نصُّ قوله: مَجالِس النّصارى.
و زَعِيمُ القَوْم: لُغَة في الزَّوْر ، بالفَتْح، فلو قال هنا:
و يُضَمّ، كان أَحْسَن. و السَّيّد و الرَّئِيس و الزَّعِيم بمَعْنًى.
و قيل في تَفْسِير قولِه تَعالَى وَ اَلَّذِينَ لاََ يَشْهَدُونَ اَلزُّورَ إِنَّ المراد به مَجْلِسُ الغِنَاءِ ، قاله الزَّجَّاجُ أَيضاً. و نَصُّه مَجَالِسُ الغِنَاءِ. و قال ثَعْلبٌ: الزُّور هنا: مَجالِسُ اللَّهْو. قال ابنُ سِيدَه: و لا أَدْرِي كَيْفَ هََذَا إِلاّ أَن يُرِيدَ بمجالِس اللَّهْوِ هُنَا الشِّرْكَ باللّه. قال: و الَّذي جاءَ في الرِّواية: الشِّرْك، و هو جامعٌ لأَعيادِ النَّصَارَى و غيرِها.
و من المَجَاز: ما لَكُمْ تَعْبُدُون الزُّورَ ؟و هو كُلُ ما يُتَّخَذُ رَبًّا و يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللّه تَعالَى ، كالزُّونِ بالنُّون. و قال أَبو سَعِيد: الزُّون: الصَّنَم و سَيَأْتِي. و قال أَبو عُبَيْدة: كلّ ما عُبِد من دُونِ اللّه فهو زُورٌ .
[1] عبارة الصحاح: و الزِوَرُّ مثال الهِجَفُّ: السير الشديد. قال القطامي:
يا ناق خُبي خبباً زِوَرَّا # و قلبي منسمك المغبرّا.