نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 6 صفحه : 40
فاستَثْقلَتِ العربُ جَمْعاً بين ضَمَّتَين و واوٍ، و طَرَحُوا هَمْزَة الواوَ؛ لأَنه بَقِيَ بعد طَرْحِهِما حرفان فقالوا: مُرْ فلاناً بكذا و كذا و خُذْ من فلانٍ، و كُلْ، لم يقولوا: أُكُلْ و لا أُخُذْ و لا أُمُرْ ، كما تقدَّم، فإِنْ قيل: لمَ رَدُّوا و أُمُرْ [1] إِلى أَصلها و لَمْ يَرُدُّوا كُلاَ و لا خُذَا؟قيل: لسَعَةِ كلامِ العربِ؛ ربما رَدُّوا الشيءَ إِلى أَصلِه، و ربما بَنَوْه على ما سَبَقَ له، و ربما كَتَبُوا الحرف مهموزاً، و ربما كَتَبُوه على تَرْكِ الهمزِة و ربما كَتَبُوه على الإِدغام، و ربما كتبوه على ترك الإِدغام، و كلُّ ذلك جائز واسع.
تَتْمِيم:
العربُ تقول: أَمَرْتُكَ أَن تفْعَل، و لِتَفْعَلَ، و بأَنْ تَفْعَلَ؛ فمَنْ قال: أَمَرتُكَ بأَن تفعلَ فالباءُ للإِلصاق، و المعنى وقع الأَمْرُ بهذا الفِعل، و منَ قال: أَمرتُكَ أَن تفعلَ، فعلى حذفِ الباءِ، و مَن قال: أَمرتُكَ لِتَفْعَلِ فقد أَخبرَنا بالِعلَّة التي لها وَقَعَ الأَمْرُ ، و المعنى أُمِرْنا للإِسلام [2] .
و قولُه عَزّ و جَلّ: أَتىََ أَمْرُ اَللََّهِ فَلاََ تَسْتَعْجِلُوهُ[3] قال الزَّجّاج: أَمْرُ اللّه ما وَعَدَهم به مِن المُجازاةِ على كُفْرِهم مِن أَصنافِ العذاب، و الدَّليلُ على ذلك قولُه تعالَى: حَتََّى إِذََا جََاءَ أَمْرُنََا وَ فََارَ اَلتَّنُّورُ[4] ، أَي جاءَ ما وَعَدْناهُم به، و كذلك قولُه تعالى: أَتََاهََا أَمْرُنََا لَيْلاً أَوْ نَهََاراً فَجَعَلْنََاهََا حَصِيداً[5] ؛ و ذلك أَنّهم استعجَلُوا العذابَ و استَبْطَئُوا أَمْرَ السَّاعةِ فأَعْلَمَ اللّهُ أَنّ ذلك في قُرْبِه بمَنْزِلَةِ ما قد أَتَى، كما قال عَزّ و جَلّ: وَ مََا أَمْرُ اَلسََّاعَةِ إِلاََّ كَلَمْحِ اَلْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ[6][7] .
أور [أور]:
الأُوَارُ ، كغُرَابٍ: حَرُّ النّارِ و وَهَجُهَا و شِدَّةُ حَرِّ الشَّمْسِ.و من المَجَاز: كادَ أَنْ يُغْشَى عليه مِن الأُوَارِ ، أَي العَطَش أَو شِدَّته، و منه قولُهم: رَجُلٌ أُوَارِيٌّ .
و قيل: هو الدُّخَانُ، و اللَّهبُ. قال أَبو حَنِيفَةَ: الأُوَارُ أَرَقُّ من الدُّخَان و أَلْطَفُ.
و يقال: يومٌ ذُو أُوَارٍ ، أَي ذُو سَمُومٍ و حَرٍّ شديد.
و 1- من كلام عليٍّ رضيَ اللّهُ عنه : «فإِنَّ طاعةَ اللّهِ حِرْزٌ مِن أُوَارِ نيرانٍ مُوقَدَةِ» .
و الأُوَارُ أَيضاً: الجَنُوبُ، ج، أُورٌ ، بالضَّمّ.
و رِيحٌ أُورٌ و إِيرٌ : باردةٌ.
و قال الكِسَائيُّ: الأُوَارُ مقلوب أَصلُه الوُآرُ، ثم خُفَّفت الهمزةُ فأُبْدِلَتْ في اللَّفْظ واواً فصارتْ وُوَاراً، فلمّا التقَتْ في أَولِ الكلمةِ وَاوَانِ، و أُجْرِيَ غيرُ اللازِم مُجْرَى اللازمِ أُبدِلَت الأُولَى همزةً فصارَتْ أُوَاراً .
و أَرْضٌ أَوِرَةٌ ، كفَرِحَة و وَئِرَةٌ، مقلوبٌ: شَدِيدَتُه أَي الأُوارِ .
و استَأْوَر : فَزِعَ.
و استَأْوَرَتِ الإِبل: نَفرَت في السَّهْلِ و كذلك الوَحْشُ، عن الفَرّاءِ، و استَوْأَرَتْ في الحَزْنِ قال الأَصْمَعِيُّ: وأر اسْتَوْأَرَت الإِبلُ، إِذا تَرابَعَتْ على نِفَارٍ واحدٍ، و قال أَبو زَيْد: ذاك إِذا نَفَرتْ فصَعِدَت الجَبَلَ، فإِذا كان نِفَارُهَا في السَّهْل قيل: اسْتَأْوَرَتْ ، قال: و هذا كلامُ بَنِي عُقَيْلٍ.
و استَأْوَرَ : عَجِلَ في الظُّلْمَةِ، كاسْتَوْأَرَ.
و استَأْوَرَ القَومُ غَضَباً: اشتدَّ غَضَبُهم ؛ استفعالٌ من الأُوَار بمعنَى شِدَّةِ الحَرِّ.
و استَأْوَرَ البَعِيرُ: تَهَيَّأَ للوُثُوبِ و هو بارِكٌ.
و الأَوْرُ ، بالفتح: الشَّمَالُ ، عن الفرّاءِ.
و الأَوْرُ من السَّحابِ: مُؤُورُهَا.
و الآرُ : العارُ ، الهمزةُ بَدَلٌ من العَين.
و عن ابن السِّكِّيت آرَها يَؤرُهَا ، و قال غيرُه: يَئيرُهَا أَيْراً ، إِذا جامَعَها.
[2] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: أمرنا للإِسلام، هذه عبارة اللسان، و قد قدم في عبارته: و قوله عز و جل «وَ أُمِرْنََا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ اَلْعََالَمِينَ» الانعام: 71، فحذف الشارح صدر هذه العبارة» .