نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 6 صفحه : 365
و الخَمَرُ ، بالتَّحْرِيك: ما وَارَاكَ من شَجَرٍ و غَيْرِه ، كالجَبَل و غَيْرِه. يقال: تَوَارَى الصَّيْدُ عنِّي في خَمَرِ الوَادِي.
و خَمَرُه : ما وَارَاه من جُرُفٍ أَو حَبْلٍ من حِبَال الرَّمْلِ أَو غَيْرِه. و منه 17- حديث سَهْل بنِ حُنَيف : «انْطَلَقْتُ أَنَا و فُلانٌ نَلْتَمِس الخَمَرَ » . و 17- في حديثِ أَبي قَتَادةَ : «فابْغِنَا مكاناً خَمَراً » . أَي ساتِراً يَتَكَاثَفُ شَجَرُهُ. و16- في حَدِيث الدَّجَّال :
«حتى تَنْتَهُوا [1] إِلى جَبَلِ الخَمَرِ » . قال ابنُ الأَثِير: هََكَذا يُرْوَى [2] . يعْنِي الشَّجَرَ المُلْتَفِّ، و فُسِّر في الحدِيثِ أَنَّه جَبَلٌ بالقُدْسِ ، لكثرةِ شَجَرِه. و 17- في حَدِيثِ سَلْمَانَ : أَنَّه كَتَبَ إِلى أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللّه عَنْهُمَا. «يا أَخِي إِنْ بَعُدَت الدَّارُ مِن الدَّارِ فإِنَّ الرُّوحَ مِنَ الرُّوحِ قَرِيب، و طَيْرُ السَّمَاءِ على أَرْفَهِ خَمَر الأَرْض يَقَع» . الأَرْفَهُ: الأَخْصَب. يُرِيد أَنَّ وَطَنه أَرْفَقُ به و أَرْفَه له، فلا يُفَارِقُه. و كان أَبُو الدَّرْدَاءِ كَتَب إِلَيْه يَدْعوه إِلى الأَرضِ المُقَدَّسَة.
و قد خَمِرَ عَنِّي، كَفَرِح ، يَخْمَر خَمَراً ، أَي خَفِيَ و تَوَارَى. و أَخْمَرَ[3] القَومُ: تَوَارَوْا بالخَمَر . و يقال للرَّجل إِذا خَتَلَ صاحِبَه: هو «يَدِبُّ له الضَّرّاءَ و يَمْشِي له الخَمَرَ » .
و يقال: أَخْمَرَتْه الأَرْضُ عَنِّي و منِّي و عَلَيَّ: وَارَتْهُ و سَتَرَتْه.
و الخَمَر : جَمَاعَةُ النَّاسِ و كَثْرَتُهُم كخَمْرَتِهم ، بفَتْح فَسُكُون، و خُمَارِهِم بالفَتْح و يُضَمُ لُغَة في غَمَارِ النَّاس و غُمَارِهم. يقال: دَخَلْت في خَمْرَتِهم و غَمْرَتِهِم، أَي في جَمَاعَتِهم و كَثْرَتِهم.
و الخَمَر : التَّغَيُّر عَمَّا كَانَ عَلَيْه ، و منه المَثَل: «ما شَمَّ خِمَارَك » كما سَيَأْتِي قَرِيباً.
و الخَمَر : أَنْ تُخْرَزَ نَاحِيَةُ ، و في بَعْضِ النُّسَخِ [4] : ناحِيَتَا أَدِيمِ، المَزَادَةِ ، و هو مُوَافِقٌ لمَا في الأُمَّهاتِ، و تُعَلَّى بخَرْزٍ آخَرَ[5] نَقَلَه الصَّاغانيّ.
و الخَمِر ككَتِفٍ: المَكَانُ الكَثِيرُ الخَمْرِ ، على النَّسَبِ، حَكَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ، و أَنْشَدَ لضبابِ بن وَاقِد الطُّهَوِيّ.
و الخُمْرَةُ ، بالضَّمّ: ما خُمِّرَ فِيهِ[6] الطِّيبُ و العَجِين، كالخَمِيرِ و الخَمِيرَةِ ، و خُمْرَة العَجِين: ما يُجْعَل فيه من الخَمِيرَة . و عن الكِسَائِيّ: يقال: خَمَرْتُ العَجِينَ و فَطَرْته، و هي الخُمْرَةُ الَّتِي تُجْعَل في العَجِين يُسَمّيها النَّاسُ الخَمِير ، و كذََلِك خُمْرَةُ النَّبِيذِ و الطِّيبِ. و خُبْزٌ خَمِيرٌ ، و خُبْزة خَمِيرٌ ، عن اللِّحْيَانيّ كِلاهُما بغَيْر هاءٍ. و الخُمْرَة : عَكَرُ النَّبِيذِ و دُرْدِيُّه. و يقال: صَلَّى فلانٌ على الخُمْرَة ، و هي خَصِيرَةٌ صَغِيَرةٌ تُنْسَج من السَّعَف ، أَي سَعَفِ النَّحْل و تُرَمَّل [7]
بالخُيُوطِ.
و قال الزَّجَّاج: سُمِّيَت خُمْرَةً لأَنَّها تَسْتُر الوَجْهَ [8] من الأَرْض. و قال غَيْرُه: سُمِّيَت لأَنَّ خُيُوطَها مَسْتُورَةٌ بسَعَفِها؛ و قد تَكَرَّرَ ذِكْرُهَا في الحدِيث، و هََكَذا فُسِّرَت.
و الخُمْرَةُ : الوَرْسُ. و أَشْيَاءُ مِنَ الطِّيب تَطَّلِى بِهَا[7] -أَي بِتَلْك الأَشْيَاءِ. و في بَعْض الأُصُول: بِه، أَي بالوَرْس، أَي بالمَجْمُوع مِنْه مع غَيْره- المرأَةُ لتُحَسِّنَ وَجْهَهَا. و في الأُمَّهَات اللُّغَوِيَّة [9] : تَطْلِي بِه المَرْأَةُ وَجْهَها، و قد تخَمَّرت ، و هي لُغَة في الغُمْرَةِ.
و الخُمْرَةُ : ما خَامَرَك ، أَي خَالَطَك من الرِّيح، كالخَمَرَةِ ، مُحَرَّكَةً ، الأَخِيرَة عن أَبِي زَيْد، و قيل الخُمْرَة :
الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَة ، يقال وَجَدْتُ خُمْرَةَ الطِّيب، أَي رِيحَه، و يُثَلَّثُ ، الكَسْر عن كُرَاع.
و الخُمْرَة : أَلَمُ الخَمْرِ[10] و يُوجَد في بَعْضِ النُّسَخ: أَلَمُ الحُمَّى، و هو غَلَط، و قيل: خُمْرَة الخَمْر : ما يُصِيبُك مِن صُدَاعَها و أَذَاها ، جَمْعُه خُمَرٌ . قال الشاعِر:
و قد أَصابَتْ حُمَيَّاها مَقَاتِلَهُ # فلم تَكَدْ تَنْجَلِي عَن قَلْبِهِ الخُمَرُ