نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 6 صفحه : 3
الجزء السادس
بَاب الرّاء
الحمد للّه مانح التوفيق و الصّواب، و الصّلاة و السّلام على سيِّدنا محمَّدٍ النَّبيِّ الأوَّاب، و على الآل و الأصحاب.
باب الراء من كتاب القامُوس.
قال ابنُ مَنْظُورٍ: الرّاء من الحروف المَجْهُورة، و هي من الحُرُوفِ الذُّلْقِ، و هي ثلاثة: الرّاءُ و اللاّمُ و النُّونُ، و هنَّ في حَيِّزٍ واحدٍ. و إنما سمِّيَتْ بالذُّلْق، لأنَّ الذَّلاَقَةَ في المَنْطِقِ إِنما هي بطَرَفِ أَسَلَةِ اللِّسَان، و هنَّ كالشَّفَوِيَّة كثيرة الدُّخُولِ في أبنيةِ الكلامِ.
قال شيخُنَا: و قد أبدِلَتِ الرّاءُ من اللام في النَّثْرة بمعنى النَّثْلة، و هو الدِّرع، بدليل قولهم: نَثَلَ دِرْعَه عليه، و لم يقولوا: نَثَرها، فالّلام أَكثرُ تصريفاَ، و الرّاءُ بَدَلٌ منها، كما أَشار إِليه ابنُ أمِّ قاسمٍ في شرْح الخُلاصة. و قالوا: رَعَلَّ بمعنِى لَعَلَّ، و قالوا: رجلٌ وَجِرٌ و أَوْجَرُ، و امرأَةٌ وَجِرَةٌ، بمعنى وَجِلٍ و أَوْجَلَ و وَجِلَةٍ، و هي لغةُ قَيْس، و لذلك ادَّعَى بعضُهم أَصالتَها. و قال الفَرّاءُ: أَنْشَدَني أَبو الهَيْثَمِ:
و إِنَّيَ بالجارِ الخَفَاجِيِّ واثقٌ # و قَلْبي مِن الجارِ العِبَادِيِّ أَوْجَرُ
إِذا ما عُقيْلِيَّانِ قامَا بذِمَّة # شرِيكيْنِ فيها فالعِبَاديُّ أَغْدَرُ
فأَوجرُ بمعنى أَوْجَل و أَخْوَف.
فصل الهمزة
مع الراء
أبر [أبر]:
أَبَرَ النَّخْلَ و الزََّّرْعَ يَأْبُره بالضَّمِّ، و يَأْبِره ، بالكسر، أَبْراً ، بفَتْحٍ فسكُونٍ، و إِبَاراً و إِبارةً ، بكسرِهما: أَصْلَحه، كأَبَّره تأْبِيراً .
و الآبِر : العامِلُ.
و المَأْبور : الزَّرْعُ و النَّخْلُ المُصْلَحُ. و 1- في حديث عليًّ رَضِيَ اللّه عَنْه : «و لاَ بقِيَ منكم آبِر » . أي رجلٌ يقومُ بتَأْبِيرِ النَّخلِ و إصلاحِهَا؛ اسمُ فاعلٍ مِن أَبَرَ [1] .
و قال أبو حنيفَة: كل إِصلاحٍ إِبَارةٌ ، و أَنشد قَولَ حُمَيْدٍ:
إِنَّ الحِبَالَةَ أَلْهَتْنِي إِبَارتُهَا # حتى أصِيدَكُما في بعضها قَنَصَا
فجَعل إِصلاحَ الحِبَالَةِ إِبارة .
و 16- في الخبر [2] : «خيرُ المالِ مُهْرَةٌ مَأْمورةٌ و سِكَّةٌ مَأْبورةٌ » . ؛ السِّكَّة: الطرِيقَة المُصْطَفَّة من النَّخلِ، و المَأْبُورة :
الملَقَّحة، يقال: أَبَرْتُ النَّخلةَ و أَبَّرْتها ، فهي مَأْبورة و مُؤَبَّرَةٌ .
و قيل: السِّكَّة: سِكَّةُ الحَرْثِ، و المَأْبورة : المُصْلَحَةُ له؛ أراد: خير المالِ نِتَاجُ أَو زَرْعٌ.
و 16- في حديثٍ آخَرَ : «من باع نَخْلا قد أُبِّرتْ فَثَمَرَتُها للبائعِ إِلاّ أَن يَشْترِطَ المُبْتَاع» . قال أبو منصور: و ذََلك أَنها لا تُؤبَّر إِلاَّ بعد ظُهور ثَمرتِها و انْشِقَاقِ طَلْعِهَا. و يقال: نَخْلةُ مُؤَبَّرَةٌ مثل مَأْبورةٍ ، و الاسمُ منه الإِبار ، على وَزنِ الإِزارِ، و روَى أَبو عَمرِو بنُ العَلاءِ قال: يقال: نَخْلٌ قد أُبِّرَت و وُبِرَتْ و أَبِرَتْ ، ثَلاث لغات؛ فَمن قال: أُبِّرتْ ، فهي مُؤَبَّرة ، و مَن قال: وُبِرَتْ فهي مَوْبُورَةٌ، و مَن قال: أُبِرَتْ فهي مَأْبُورة ، أَي مُلَقَّحَةٌ.
و قال أَبو عبد الرَّحمََن: يُقَال لكلِّ مُصلِحِ صَنْعةٍ: هو