نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 5 صفحه : 46
اسمٌ للجَمْع، و قال الأَخفشُ هو جَمْعٌ، و جج ، أَي جمع الجمْع: شُهُودٌ ، بالضمّ و أَشْهَادٌ ، و يقال إِن فَعْلاً بالفَتْح لا يُجمَع على أَفعال إِلاّ في الأَلفاظ الثلاثة المعلومة [1]
لا رابعَ لها، نقله شيخُنَا.
و استَشْهَدَهُ : سأَله الشَّهَادةَ ، و منه لا أَسْتَشْهِدُه كاذِباً. و في القرآن: وَ اِسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ[2] و استشهدتُ فُلاناً على فلانٍ: سأَلْته إِقامَةَ شَهادةٍ احتَمَلها. و أَشهَدْت الرجُلَ على إِقرارِ الغَرِيمِ، و استَشهَدْته ، بمعنًى واحدٍ. و منه قوله تعالى:
و الشَّهِيدُ و تُكْسَرُ شِينُه -قالَ اللّيْث: و هي لُغَة بني تميم، و كذا كُلّ فَعِيلٍ حَلْقِيِّ العَيْنِ، سواءٌ كان وصفاً كهََذا، و اسماً جامداً كرغِيف و بعِير. قال الهَمْدانيُّ في «إِعراب القرآن» :
أَهلُ الحجاز و بنو أَسَدٍ يقولون: رَحِيم و رَغيف و بَعير، بفتح أَوائِلِهِنَّ. و قَيس، و رَبِيعَة، و تَمِيم، يقولون: رِحِيم و رِغِيف و بِعِير، بكسر أَوائلهنّ. و قال السُّهَيْليُّ في «الروض» : الكسر لغةُ تَمِيمٍ في كلِّ فَعِيلٍ عَيْنُ فعْله همزةٌ أَو غيرُهَا من حُرُوف الحَلْق، فيكسرون أَوّله، كرِحِيم و شِهِيد . و في «شرح الدُّرَيْدِيَّة» لابن خالويه: كل اسمٍ على فَعِيل ثانيه حرْفُ حَلْقٍ يجوز فيه إِتباعُ الفاءِ العَيْنَ، كبِعِير و شِعِير و رِغِيف و رِحِيم. و حكى الشيخُ النّووِيُّ في «تحريره» عن الليث: أَنَّ قوْماً من العرب يقولون ذََلك و إِن لم يكن عينُه حَرْفَ حلْق، ككِبِير و كِرِيم و جِلِيل و نحْوِه. قلت: و هم بَنُو تَمِيم. كما تقدَّم. - الشَّاهِدُ و هو العالِم الّذي يُبيِّنُ ما عَلِمَه. قاله ابن سيده.
و الشَّهِيدُ ، في أَسماءِ اللََّه تعالى: الأَمينُ في شَهادَةٍ ، و نصّ التكملة: في شهادَتِه [4]
10 *
. قاله أَبو إِسحاق و قال أَيضاً:
و قيل: الشَّهِيد ، في أَسمائِهِ تعالى: الذي لا يَغِيبُ عن عِلْمِهِشَيْءٌ و الشَّهِيدُ : الحاضِرُ. و فَعِيلٌ من أَبْنِيَةِ المبالغةِ في فاعِل، فإِذا اعتُبِر العِلمُ مُطْلَقاً فهو العَلِيمُ، و إِذا أُضِيفَ إِلى الأُمُورِ الباطِنَةِ فهو الخَبِيرُ، و إِذا أُضِيفَ إِلى الأُمورِ الظاهِرَةِ فهو الشَّهِيدُ . و قد يُعْتَبَرُ مع هََذا أَن يَشْهَدَ على الخَلْقِ يومَ القيامَة.
و الشَّهِيد ، في الشَّرْع: القَتِيل في سَبِيلِ اللََّه و اختُلِف في سبب تَسميته فقيل: لأَنَّ ملائِكَةَ الرَّحْمَةِ تَشْهَدُهُ ، أَي تَحْضُر غُسْلَه أَو نَقْلَ رُوحِهِ إِلى الجَنَّة، أَو لأَنَّ اللَّه
____________
11 *
و ملائِكَتَه شُهودٌ له بالجَنَّةِ ، كما قاله ابن الأَنبارِيّ. أَو لأَنّهُ مِمَّن يُسْتَشْهَدُ يومَ القِيَامَةِ مع النّبيِّ، صلى اللّه عليه و سلم على الأُمَمِ الخالِيَةِ التي كَذَّبت أَنبياءَها في الدُّنيا. قال اللََّه عزَّ و جلَّ: لِتَكُونُوا شُهَدََاءَ عَلَى اَلنََّاسِ وَ يَكُونَ اَلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً[5] و قال أَبو إِسحاق الزَّجَّاج: جاءَ في التفسير أَنَّ أُمَمَ الأَنبياءِ تُكَذِّبُ في الآخرةِ [6] مَن أُرسِلَ إِليهم فيَجْحَدُون أَنبياءَهُم، هََذا فيمن جَحَدَ في الدُّنْيا منهم أَمْرَ الرُّسلِ، فتَشْهَدُ أُمَّةُ محمّدٍ صلى اللّه عليه و سلم بصِدْق الأَنبياءِ، و تَشْهَدُ عليهم بتَكْذِيبِهم، و يَشهَدُ النَّبيُّ، صلى اللّه عليه و سلم، لهََذه الأُمّةِ بصِدْقِهِم. قال أَبو منصور [7] :
و الشَّهادةُ تكون للأَفضلِ فالأَفضلِ من الأُمّةِ، فأَفْضَلُهم مَن قُتِلَ في سبيلِ اللََّهُ، مُيِّزُوا عن الخَلْق بالفَضْل، و بيَّن اللََّه أَنَّهُم أَحْيََاءٌ[عِنْدَ رَبِّهِمْ] [8] يُرْزَقُونَ. `فَرِحِينَ بِمََا آتََاهُمُ اَللََّهُ مِنْ فَضْلِهِ ثم يَتْلُوهُم في الفَضْلِ مَن عَدَّه النَّبيُّ صلى اللّه عليه و سلم شَهِيداً ، فإِنه 14- قال : «المَبْطُونُ شَهِيدٌ ، و المَطْعُون شَهِيد » .
قال [9] : و منهم أَن تموتَ المَرْأَةُ بِجُمْع. و قال ابن الأُثير:
الشَّهِيد في الأَصل: من قُتِلَ مُجَاهِداً في سَبِيلِ اللََّهِ، ثمّ اتُّسِعَ فيه فأُطْلِقَ على مَن سَمَّاه النَّبيُّ، صلى اللّه عليه و سلم، مِن المَبْطُون و الغَرِقِ و الحَرِقِ و صاحِب الهَدْم و ذاتِ الجَنْب و غيرهم. أَو لِسُقُوطِهِ على الشَّاهِدَةِ ، أَي الأَرضِ ، نقله الصاغانيُُّ أَو لأَنّه حَيُ لم يَمُتْ، كأَنّه عِنْدَ رَبّهِ شاهدٌ ، أَي حاضِرٌ ، كذا جاءَ عن النَّضْر بن شُمَيْل. و نقله عنه أَبو داوود. قال أَبو منصور:
[3] عبارة الليث في التهذيب: لغة تميم شهيد بكسر الشين يكسرون فعيلاً في كل شيء كان ثانيه أحد حروف الحلق، و كذلك سفلى مضر، يقولون: فعيل. قال: و لغةٌ شنعاء يكسرون كل فعيل، و النصب اللغة العالية.