سَالَ بِمَا فيه ، و في بعضٍ الأُصول: ما فِيه، أَي من قَيْحٍ و صَدِيد، كأَغَذَّ و أَغَثَّ، إِذَا أَمَدَّ، أَو غَذّ الجُرْحُ يَغُذّ غَذًّا :
وَرِم ، قاله الليث، قال الأَزهريّ: أَخطأَ الليثُ في تَفْسِير غَذَّ ، و الصَّواب غَذَّ : سال، كما تقدَّم. قال شيخُنا:
المعرُوف في هذا الفعل أَنّ مُضارِعه بالكسر فقط، و هو الذي اقتصر عليه الجوهريُّ و غيرُه، و هو الموافِقُ لما نَقَله في ش د د عن الفَرَّاءِ، و لم يذكُره ابنُ مالك في اللامِيّة و لا في الكافِية، في ذي الوَجْهينِ من اللازم، و لا ذَكَره ابنُ القُوطِيّة و لا ابنُ القَطّاع و لا غيرهُما من أَرباب الأَفعالِ، و لا استدرَكه شُرَّاح التسهيلِ و لا شُرَّاح النَّظْمَيْنِ، فلا أَدرِي من أَين جاءَ به المُصَنّف انتهى. قلْت: الذي أَشار له الجوهريُّ من قول الفَرَّاءِ هو أَن ما كان من المضاعَف على فَعَلْتُ غيرَ الواقِعِ فإِن يَفْعل منه مكسور العين، مثل عَفّ يَعِفّ و خَفَّ يَخِفّ، و ما أَشبَهه، و ما كان واقعاً مثل مَدَدْتُ، فإِن يَفْعل منه مضموم إِلاَّ ثلاثَةَ أَحرُف: شَدَّه يَشُدُّه و يَشِدُّه، و عَلَّه يَعُلُّه و يِعلُّه، من العَلَل، و نَمَّ الحديثَ يَنُمُّه و يَنِمُّه، فإِن جاءَ مثلُ هذا مما لم نَسْمعه فهو قليلٌ، و أَصله الضمُّ. انتهى قولُ الفَرّاءِ.
و الغَذِيذَةُ من الجُرْح: المِدَّةُ ، كالغَثِيثةِ، و هي القَيْحُ، و زعم يَعقُوب أَنّ ذالَها بدَلٌ من ثاءِ غَثِيثَةٍ، و مثْله في كِتاب الفرق لابنِ السيد، و قد تقدّم في غَثَّ.
و الغَاذُّ : الغَرَبُ ، مُحرّكةً [1] ، حيثُ كانَ مِن الجَسَدِ ، قال أَبو زيد: تقول العرب للّتي نَدعوها نحن الغَرَبَ: الغَاذُّ ، و يقال للبَعير إِذَا كانتْ به دَبَرَةٌ فَبَرَأَتْ [2] و هي تَنْدَى، قيل: به غاذٌّ ، و الغاذُّ : عِرْقٌ في العَيْنِ يَسْقِي و لا يَنْقَطِع ، و كلاهما اسمٌ كالكاهِل و الغارِب، و عِرْقٌ غَاذٌّ : لا يَرْقَأُ، و 17- في حديث طَلْحَةَ : «فجعَلَ الدَّمَ يَوْمَ الجَمَلِ يَغُذُّ مِنْ رُكْبَتِه. أَي يَسِيل، غَذَّ العِرْقُ، إِذا سَالَ ما فِيه مِن الدَّمِ و لم يَنْقَطِعْ، و يجوز أَن يكون من إِغْذاذ السَّيْر، و[الحِسُّ و] [3] الغاذّة بالهاءِ :
و أَغَذّ السَّيْرَ نَفْسه، قال أَبو الحسن بن كَيْسَان. أَحسِب أَنه يُقَال ذلك و المَشهور أَغذ فيه ، أَي في السَّيْرِ إِغذاذاً :
أَسْرَعَ و 16- في حديث الزَّكَاة : «فَتَأْتِي كَأَغَذِّ ما كانَتْ» . أَي أَسْرَع و أَنْشَط، و 16- في حديثٍ آخَرٍ : «إِذَا مَرَرْتُم بأَرْضِ قَوْمٍ قد عُذِّبُوا فأَغِذُّوا السَّيْرَ» . و أَنْشد: