قالَ: يقالُ منه: وَلِيَه يَلِيَه ، بالكَسْر فيهما، و هو شاذُّ.
و الوَلْيُ : المَطَرُ يَأْتي بَعْدَ المَطَرِ المَعْرُوف بالوَسْمِيِّ، سُمِّي به لأنَّه يَلِي الوَسْمِيَّ. و قد وُلِيَتِ الأرضُ، بالضَّمِ ، وَلْياً : إذا مُطِرَتْ بالوَلْي .
و الوَلِيُّ ، كغَنِيٍّ: الاسْمُ منه ، هو نَصُّ الأَصْمعي، قالَ:
الوَلْيُ على مِثَالِ الرَّمْي: المَطَرُ الذي يأْتي بعدَ المَطَرِ؛ و إذا أَرَدْتَ الاسْمَ فهو الوَلِيُّ ، و هو مثلُ النَّعْيِ و النَّعِيِّ.
و قالَ كُراعٌ: الوَلْيُ بالتّخْفِيفِ و التّشْديدِ لُغتانِ على فَعْلٍ و فَعِيل: و مِثْلُه للفرَّاءِ و للبَدْر القرافي؛ هذا كَلامٌ مَنْشؤه عَدَمُ اطلاعه على كُتُبَ اللغةِ فلِذا أَعْرَضْنا عن ذِكْرهِ.
و الوَليُّ له مَعانٍ كَثِيرة:
فمنها: المُحِبُ ، و هو ضِدُّ العَدُوِّ، اسْمٌ مِن وَالاهُ إذا أَحَبَّه.
و منها: الصَّدِيقُ. و منها: النَّصِيرُ مِن وَالاهُ إذا نَصَرَهُ.
و وَلِيَ الشَّيءَ، و وَ لِي عليه وِلايَةً و وَلايَةً ، بالكسر و الفتح، أَو هي ، أَي بالفَتْح، للمَصْدَرُ، و بالكَسْر الاسْمُ مِثْلُ الإمارَةِ و النِّقابَةِ، لأنَّه اسْمٌ لمَا تَوَلَّيْته و قُمْتَ به، فإذا أَرادُوا المَصْدَرَ فَتَحُوا؛ هذا نَصُّ سِيْبَوَيْه.
و قيلَ: الوِلايَةُ ، بالكَسْر، الخُطَّةُ و الإمارَةُ ؛ و نَصّ المُحْكم: كالإمارَةِ.
و قال ابنُ السِّكِّيت: الوِلايَةُ ، بالكسْر، السُّلْطانُ. قال ابنُ برِّي: و قُرِىءَ قولُه تعالَى: مََا لَكُمْ مِنْ وَلاََيَتِهِمْ[3] ، بالفَتْح و بالكَسْر، بمعْنَى النُّصْرةِ؛ قال أَبو الحَسَنِ: الكَسْرُ لُغَةٌ و ليسَتْ بذلكَ.
و في التهذيب: قالَ الفرَّاء: كَسْر الواو في الآيةِ أَعْجبُ إليَّ من فَتْحِها لأنَّها إنَّما يُفْتح أَكْثَر ذلكَ إذا أُرِيد بها النُّصْرة، قالَ: و كان الكِسائي يَفْتحُها و يَذْهَبُ بها إلى النُّصْرةِ.
قال الأزْهري: و لا أَظنّه علم التَّفْسير.
و قال الزجَّاج: يقرأُ بالوَجْهَيْن، فمَنْ فَتَح جَعَلَها من النُّصْرةِ و السبب [4] ، قالَ: و الوِلايَةُ التي بمنْزلَةِ الإمارَةِ مَكْسُورَة ليفصلَ بين المَعْنَيَيْن، و قد يجوزُ كَسْر الوِلايَة لأنَّ في تَولِّي بعض القوْمِ بعضاً جِنْساً من الصِّناعَةِ و العَمَلِ، و كُلّ ما كانَ مِن جِنْسِ الصِّناعَةِ نَحْو القِصارَةِ و الخِياطَةِ فهي مَكْسورَةٌ.