responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 20  صفحه : 288

أُمُّ الهنَيَيْنِ من زَنْدٍ لها واري [1]

و يقالُ الزَّنْدُ الواري الذي نَخْرُجُ نارهُ سريعاً و أَوْرَيْتُه أنا و كذلك.

ورَّيْتُهُ تَوْريةً و اسْتَوّريْتُه كل ذلكَ في الصِّحاح و المعنى أثقبته و منه فلان يستوري زِنَاد الضلالة و أنْشَدَ ابنُ برِّي شاهداً لأَوْرَيْتَه لشاعرٍ:

و أطْفِ حديث السُّوء بالصمت إنه # متى تُورِ ناراً للعتاب تأجَّجا

و وَرْيةُ النَّارِ و رِيَتُها ، كعِدَةٍ: ما تُورَى به مِن خِرْقَةٍ أَو حَطَبَةٍ ، كذا في النسخ و الصَّوابُ أَو عُطْبَةٍ، و هي القطنةُ؛ و قال الطِّرمَّاح يصِفُ أرْضاً جَدْبَةً لا نَباتَ فيها:

كظَهْرِ اللأَى لو يَبْتَغِي رِيةً بها # لعَيَّتْ و شَقَّتْ في بُطونِ الشَّواجنِ‌ [2]

أَي هذه الصَّحْراء كظَهْرِ بَقَرةٍ وَحْشِيَّةٍ ليسَ فيها أَكَمَة و لا وَهْدَة.

و قال الأزْهري: الرِّية ما جَعَلْته ثَقُوباً من خَثًى أَو رَوْثٍ أَو ضَرَمةٍ أَو حَشِيشَةٍ.

و في الأساس: هل عنْدَكِ رِيةً ؟: أَي شي‌ءٌ تُورَى به النَّار من بَعْرةٍ أَو قطْنةٍ، انتَهَى.

و قال أبو حنيفَةَ: الرِّيةُ كلُّ ما أَوْرَيْتَ به النَّار مِنْ خِرْقِةٍ أَو عُطْبةٍ أَو قِشْرةٍ؛ و حُكِي ابِغْنِي رِيةً أَرِي بها نارِي.

قال ابنْ سِيدَه: و هذا كُلّه على القَلْبِ عن وِرْيةٍ و إنْ لم نَسْمَع بوِرْيةٍ .

و التَّوْراةُ : تَفْعَلَةٌ منه‌ ، عنْدَ أبي العبَّاس ثَعْلَب، و هو مَذْهَب الكُوفِيِّين مِن وَرَيْت بك زِنادِي لأنَّه إضاءَةٌ؛ و عند الفارِسية فَوْعَلة، قالَ: لقِلَّة تَفْعَلة [3] في الأسْماءِ و كَثْرةِ فَوْعَلة؛ و تاؤُها عن واو لأنَّها مِن وَرى الزَّنْد إذ هي ضِياءٌ مِن الضّلال، و هذا مَذْهَبُ سِيْبَوَيْه و البَصْرِيِّين و عليه‌الجُمْهور؛ و قيلَ مِن وَرَّى أَي عَرَّض، لأنَّ أَكْثَرها رُموزٌ، كما عليه مدرجُ السَّدُوسِي.

و سأَلَ محمدُ بنُ طاهِرٍ ثَعْلباً و المبرِّدَ عن وَزْنِها فوَقع الخِلافُ بَيْنهما، و المصنِّفُ اخْتارَ قولَ الكُوفِيِّين و هو غَيْرُ مرضى.

و قال الفرَّاء في كتابِ المَصادِرِ: التَّوراةُ مِن الفِعْل التَّفْعِلة كأنَّها أُخِذَتْ مِن أَوْرَيْتُ الزِّناد و وَرَّيْتُم ، فتكونُ تَفْعِلة في لُغَةِ طيِّى‌ءٍ لأنَّهم يقولونَ في التَّوصِيةِ تَوْصاةٌ و للجاريَةِ الجارَاةُ و للنَّاصِيةِ النَّاصاةُ.

و قال أَبو إسْحق الزجَّاج: قالَ البَصْريون: تَوْراةٌ أَصْلُها فَوْعَلةُ، و فَوْعَلة كَثيرٌ في الكَلامِ مِثْلُ الحَوْصَلَة و الدَّوْخَلة، و كلُّ ما قُلْت فيه فَوْعَلْتُ فمَصْدَرُه فَوْعَلةٌ، فمَصْدَرُه فَوْعَلةٌ، فالأصْلُ عنْدَهُم وَوْراةٌ ، قُلِبَتِ الواوُ الأُولى تاءً كما قُلِبَتْ في تَوْلَج، و إنَّما هو فَوْعَل من وَلَجْت، و مِثْلُه كثيرٌ.

و نقلَ شيْخُنا المَذْهَبَيْن و اخْتِلافَ وَزْن الكَلمةِ عنْدَهما و قالَ في آخره ما نَصّه: و قد تَعَقَّبَ المُحقِّقونَ كَلامَهم بأَسْرِه و قالوا هو لَفْظٌ غَيْر عَرَبيٍّ، بل هو عبْراني اتِّفاقاً، و إذا لم يكُنْ عَربيّاً فلا يُعْرَفُ له أَصْلٌ مِن غَيره، إلاَّ أَنْ يقالَ إنَّهم أَجْروه بَعْد التَّعْريبِ مُجْرى الكَلِم العَرِبيَّةِ و تَصَرَّفوا فيه بما تَصَرَّفوا فيها، و اللََّه أَعْلَم.

و ورَّاهُ تَوْرِيةً : أَخْفاهُ‌ و سَتَرَهُ، كوَارَاهُ مُواراةً . و في الكتابِ العزيزِ: مََا وُورِيَ عَنْهُمََا [4] ، أَي سُتِرَ على فَوْعِل و قُرى‌ء: وُرِّي عنهما ، بمعْناهُ.

و وَرَّى الخَبَرَ تَوْريَةً : سَتَرَهُ و أَظْهرَ غَيْرَه، كأنَّه مَأْخوذٌ مِن وَراء الإِنْسانِ لأنَّه إذا قالَ وَرَّاه كأَنَّه‌ جَعَلَه وَراءَهُ حيثُ لا يَظْهَرُ؛ كذا في الصِّحاح.

و قال كُراعٌ: ليسَ مِن لَفْظِ وَراء لأنَّ لامَ وَ رَاء هَمْزةٌ.

و وَرَّى عن كذا: أَرادَهُ، و أَظْهَرَ غَيْرَه‌ ؛ و منه 16- الحديثُ :

«كانَ إذا أَرادَ سَفَراً وَرَّى بغَيْرِه» . أَي سَتَرَه و كَنى عنه و أَوْهَمَ أَنَّهُ يُريدُ غَيْرَه؛ و منه أَخَذَ أَهْلُ المَعاني و البَيان، التَّوْرِيَة .


[1] اللسان و التهذيب و فيهما: «الهنينين» .

[2] اللسان و التهذيب منسوباً الطرمَّاح.

[3] ضبطت في اللسان بكسر العين، ضبط حركة.

[4] سورة الأعراف 20.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 20  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست