responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 19  صفحه : 568

و قالَ اللّحْياني: شَراهُ اللَّهُ و أَوْرَمَه و عظاهُ‌ [1] و أَرْغَمَهُ‌ [2]

بمعْنىً واحِدٍ.

و شَرَى بنَفْسِه عن القَوْمِ‌ ؛ و في التّكملةِ: للقوْمِ؛ إذا تقَدَّمَ بَيْنَ أَيْديهِمْ‌ إلى عَدُوِّهم‌ فقاتَلَ عنهم‌ ؛ و هو مجازٌ، و نَصّ التكملةِ: فقاتَلَهُم.

أَو تقَدَّمَ‌ إلى السُّلْطانِ فتَكَلَّمَ عنهم‌ ؛ و هو مجازٌ أَيْضاً.

و شَرى اللَّهُ فلاناً شَرىً : أَصَابَهُ بعِلَّةِ الشَّرَى ، فشَرِيَ ، كرَضِيَ، فهو شَرٍ.

و الشَّرَى : اسْمٌ لشي‌ءٍ يخرُجُ على الجَسَدِ كالدَّراهِم: أَو لبُثُورٍ صِغارٍ حُمْرٍ حَكَّاكَةٍ مُكْرِبَةٍ تَحْدُثُ دَفْعَةً واحِدَةً غالِباً ، و قد تكونُ بالتَّدْرِيجِ‌ و تَشْتَدُّ لَيْلاً لبخارٍ حارِّ يَثُورُ في البَدَنِ دَفْعَةً واحدَةً؛ كما في القانونِ لأَبي عليِّ بنِ سينا.

و مِن المجازِ: كلُّ مَنْ تَرَكَ شيئاً و تمسَّك بغيرِهِ فقد اشْتَراهُ هذا قولُ العَرَب؛ و منه‌ قوْلُه تعالى: أُولََئِكَ اَلَّذِينَ اِشْتَرَوُا اَلضَّلاََلَةَ بِالْهُدى‌ََ [3] * .

قالَ أَبو إسْحق: ليسَ هنا شِراءٌ و بَيْعٌ، و لكن رغبَتُهم فيه بتَمَسُّكِهم به كرَغْبةِ المُشْتري بمالِهِ ما يَرْغَبُ فيه.

و قال الرَّاغبُ: و يجوزُ الشِّراءُ و الاشْتراءُ في كلِّ ما يَحْصَلِ به شي‌ءٌ، نحو قوله تعالى: إِنَّ اَلَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اَللََّهِ وَ أَيْمََانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً [4] ؛ و قوله تعالى: أُولََئِكَ اَلَّذِينَ اِشْتَرَوُا اَلضَّلاََلَةَ بِالْهُدى‌ََ* [5] و قالَ الجوهريُّ: أَصْلُ اشْتَرَوْا : اشْتَرَيُوا فاسْتُثْقِلَت الضمَّةُ على الياءِ فحُذِفَتْ فاجْتَمع ساكِنانِ الياء و الواو، فحذِفَت الياءُ و حُرِّكَتِ الواوُ بحَرَكتِها لمَّا اسْتَقْبلَها ساكِنٌ.

و شَاراهُ مُشاراةً و شِراءً ، ككِتابٍ: بايَعَهُ‌ ؛ و قيلَ: شَاراهُ مِن الشَّراءِ و البَيْعِ جَمِيعاً، و على هذا وَجَّه بعضُهم مَدَّ الشِّراءِ . و الشَّرْوَى ، كجَدْوَى: المِثْلُ‌ ، واوُه مُبْدَلةٌ من الياءِ، لأنَّ الشي‌ءَ قد يُشْترَى بمثْلِه، و لكنها قُلِبَت ياءً كما قُلِبَت في تَقْوَى و نحوِها؛ نقَلَهُ ابنُ سِيدَه و الجوهريُّ.

و منه 17- حدِيثُ عُمَر في الصَّدَقةِ : «فلا يأْخذ إلاَّ تلْكَ السِّنَّ مِن شَرْوَى إِبْلِه أَو قِيمةَ عَدْلٍ» .

17- و كانَ شُرَيْحٌ يُضَمِّنُ القَصَّارَ شَرْوَى الثَّوْبِ الذي أَهْلَكَه.

و قالَ الراجزُ:

ما في اليآيئ يؤيؤ شرواه‌

أَي مِثْله.

و شَرِيَ الشَّرُّ بَيْنهم، كرَضِيَ‌ ، يَشْرَى شَرًى ، مَقْصور:

اسْتَطَارَ. و في النِّهايَةِ: عَظُمَ و تَفاقَمَ؛ و منه 14- حدِيثُ المبْعَث :

« فشَرِيَ الأَمْرُ بَيْنه و بينَ الكفَّارِ حينَ سَبَّ آلهَتَهُم» .

و شَرِيَ البَرْقُ‌ يَشْرَى شَرىً : لَمَعَ‌ و اسْتطارَ في وَجْهِ الغيمِ.

و في التهذيبِ: تفرَّقَ في وَجْهِ الغيمِ.

و في الصِّحاحِ: كَثُرَ لَمَعَانُه؛ و أَنْشَدَ لعبدِ عَمْرو بنِ عمَّار الطائي:

أَصاحَ تَرى البَرْقَ لَمْ يَغْتَمِضْ # يَمُوتُ فُواقاً و يَشْرَى فُواقَا [6]

كأَشْرَى ؛ نقلَهُ الصَّاغاني، تتابَعَ لَمَعانُه.

و شَرِيَ زيْدٌ يَشْرَى شَرىٌ : غَضِبَ. و في الصِّحاح: شَرِيَ فلانٌ غَضَباً إذا اسْتَطارَ غَضَباً.

و شَرِيَ أَيْضاً: إذا لَجَ‌ و تَمادَى في غيِّه و فَسَادِه؛ كاسْتَشْرَى ؛ نقلَهُ الجوهريُّ و ابنُ سِيدَه.

و منه الشُّراةُ ، كقُضاةٍ، للخَوارجِ‌ ، سمُّوا بذلكَ لأنَّهم غَضِبُوا و لَجُّوا.

و قالَ ابنُ السِّكِّيت: قيلَ لهم الشُّراةُ لشدَّةِ غَضَبِهم على


[1] عن اللسان و التهذيب و بالأصل «و غطاه» .

[2] في القاموس: أو أَرْغَمَهُ.

[3] سورة البقرة، الآية 16.

[4] سورة آل عمران، الآية 77.

[5] سورة البقرة، الآية 16.

[6] اللسان و الصحاح و الأساس بدون نسبة، و صدره في الأساس:

ترى البرق لم يغتمض ليلة.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 19  صفحه : 568
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست