و قالَ المُؤَرِّج: ما يُواسِيه ما يُصِيبُه بخيرٍ من قَوْلِ العَرَبِ آسِ فلاناً بخيرٍ، أَي أَصِبْه؛ و قيلَ: ما يُواسِيه مِن مَوَدَّتِه و لا قَرابَتِه شيئاً مَأْخُوذ مِن الأوْسِ و هو العَوْض، قالَ: و كانَ في الأصْلِ ما يُواوِسُه [2] ، فقدَّمُوا السِّين و هي لامُ الفِعْل، و أَخَّرُوا الواوَ و هي عَيْنُ الفِعْلِ، فصارَ يُواسِوُه، فصارَتِ الواوُ ياءً لتَحْرِيكها و انْكِسارِ ما قَبْلها، و هذا في المَقْلوِب.
و رَوَى المُنْذري عن أَبي طالِبٍ في اشْتِقاقِ المُواسَاة قَوْلَيْن: أَحَدُهما: أَنَّه مَن آسَى يُؤَاسِي مِن الأُسْوَةِ ، أَو أَسَاهُ يَأْسُوه إذا دَاوَاهُ، أَو مِن آسَ يَؤُوسُ إذا عاضَ، فأَخَّر الهَمْزَةَ وَ لَيَّنَها.
أَو لا يكونُ ذلكَ إلاَّ مِن كفافٍ، فإن كانَ من فَضْلَةٍ فَلَيْسَ بمُواساةٍ ، و منه قَوْلُهم: رَحِمَ اللَّهُ رجُلاً أَعْطى من فَضْلٍ و واسَى من كَفافٍ.
و تآسَوْا : آسَى بعضُهم بعضاً ؛ و أَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لسليمان بن قنبه:
و إِنَّ الأُلَى بالطَّفِّ من آلِ هاشمٍ # تَآسَوْا فسَنُّوا للكِرامِ التَّآسِيا [3]
قالَ ابنُ بَرِّي: و هذا البيتُ تَمَثَّل به مُصْعَب يَوْم قُتِلَ.
و تَآسَوْا فيه: من المُواسَاةِ ، كما ذَكَرَ الجَوْهرِيُّ، لا مِن التَّأَسِّي كما ذَكَرَ المبرِّدُ، فقالَ: تَآسَوْا بمَعْنَى تَواسَوْا ، و تَأَسَّوْا بمعْنَى تَعَزَّوا.
و الأسَا : الحُزْنُ ؛ و منه قَوْلُهم: الأُسَا . و قد أَسِيَ على مُصِيبَتِه، كعَلِمَ، يَأْسَى أَسًا : حَزِنَ.
و هو أَسْوانُ : حَزِينٌ ؛ و أَتْبَعوه فقالوا: أَسْوانُ أَتْوان، و أَنْشَدَ الأَصْمعيُّ:
ماذا هُنا لِكَ في أَسْوانَ مُكْتَئِبٍ # و ساهِفٍ ثَمِل في صَعْدةٍ حِطَمِ [4]
و الأُساوَةُ ، بالضَّمِّ: الطَّبُ ، هكذا قالَه ابنُ الكَلْبي.
قالَ الصَّاغانيُّ: و القِياسُ بالكسْرِ.
و أُسْوانُ ، بالضَّمِّ: د بالصَّعيدِ في شَرْقي النِّيل، و هو أَوَّل حُدُودِ بِلادِ النَّوْبةِ، و في جِبالِه مَقْطعُ العُمْدِ التي بالإسكَنْدَرَيَّة.
قالَ ياقوتُ: و وَجَدْتُه بخطِّ أَبي سعيدٍ السُّكَّريّ: سُوَان بِغَيْرِ هَمْزةٍ. و به مِن أَنْواعِ التّمُورِ ما ليسَ بالعِراقِ و قد نُسِبَ إليه خَلْقٌ كَثيرٌ مِن العُلَماءِ.