responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 18  صفحه : 142

أَحْسَنَ اَلْحَدِيثِ [1] ؛ ج الأَحاسِنُ . و أَحاسِنُ القَوْمِ حِسانُهُم ؛ و 16- في الحدِيْث : « أَحاسِنُكم أَخْلاقاً المُوَطَّؤُون أَكْنافاً» .

و الحُسْنَى ، بالضَّمِّ: ضِدُّ السُّوأَى. قالَ الرَّاغِبُ: و الفَرْقُ بَيْنها و بينَ الحُسْنِ و الحَسَنَةِ أَنَّ الحُسْنَ يقالُ في الأَحْداثِ و الأَعْيانِ، و كَذلِكَ الحَسَنَةُ إذا كانَتْ وَصْفاً و إنْ كانتْ اسْماً فمُتَعارفٌ في الأَحْداثِ، و الحُسْنَى لا تُقالُ إلاَّ في الأَحداثِ دوْنَ الأَعْيانِ.

و الحُسْنَى : العاقِبَةُ الحَسَنَةُ ، و به فُسِّرَ قَوْله تعالَى:

و إنَّ له عنْدَنا للحُسْنَى [2] .

و قيلَ: الحُسْنَى النَّظَرُ إلى اللَّهِ، عزَّ و جَلَّ. *قُلْت: الذي جاءَ في تفْسِيرِ قوْلِه تعالَى: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا اَلْحُسْنى‌ََ وَ زِيََادَةٌ [3] ؛ إنَّ الحُسْنَى الجَنَّةُ، و الزِّيادَة النَّظَرُ إلى وَجْهِ اللَّهِ تعالَى.

و قالَ ثَعْلَب: الحُسْنَيان المَوْتُ و الغَلَبَةُ، يعْنِي‌ الظَّفَرُ و الشَّهادَة؛ و منه‌ قوْلُه تعالَى: هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنََا إِلاََّ إِحْدَى اَلْحُسْنَيَيْنِ [4] . قالَ:

و أَنَّثَهُما لأَنَّه أَرادَ الخَصْلَتَيْن؛ ج الحُسْنَياتُ و الحُسَنُ ، كصُرَدٍ لا يَسْقُطُ منهما الأَلِفُ و اللامُ لأَنَّها مُعاقبةٌ.

و المَحاسِنُ : المَواضِعُ الحَسَنَةُ مِن البَدَنِ؛ يُقالُ: فلانَةٌ كَثيرَةُ المَحاسِنِ .

قالَ الأَزْهرِيُّ: لا تكادُ العَرَبُ توحِّدُ المَحاسِن .

و قالَ بعضُهم: الواحِدُ مَحْسَنٌ ، كمَقْعَدٍ. و قالَ ابنُ سِيْدَه: و ليسَ هذا بالقَويِّ و لا بذلِكَ المَعْروف، أَو لا واحِدَ له، و هذا هو المَعْروفُ عنْدَ النَّحويِّين و جُمْهور اللّغَويِّين، و لذلِكَ قالَ سِيْبَوَيْه: إذا نسبْتَ إلى مَحاسِنَ قُلْت مَحاسِنيّ ، فلو كانَ له واحِدٌ لرَدَّه‌إليه في النَّسَبِ، و إنَّما يُقالُ إنَّ واحِدَه حَسَنٌ على المُسامَحةِ.

و وَجْهٌ مُحَسَّنٌ ، كمُعَظَّم: حَسَنٌ ، و قد حَسَّنَهُ اللَّهُ‌ تَحْسِيناً ، ليسَ مِن بابِ مُدَرْهَم و مفؤود كما ذَهَبَ إليه بعضُهم فيمَا ذُكِرَ.

و الإحْسانُ : ضِدُّ الإساءَةِ. و الفَرْقُ بَيْنه و بَينَ الإنْعامِ أَنَّ الإحْسانَ يكونُ لنفْسِ الإنْسانِ و غيرِهِ، و الإنْعامَ لا يكونُ إلاَّ لغيرِهِ.

و قالَ الرَّاغِبُ في قَوْلِه تعالَى: إِنَّ اَللََّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ اَلْإِحْسََانِ [5] إنَّ الإحْسانَ فوْقَ العَدْلِ، و ذلِكَ أَنَّ العَدْلَ بأَنْ يُعْطِيَ ما عليه و يأْخُذَ ما لَهُ، و الإحْسانَ أَنْ يُعْطيَ أَكْثَرَ ممَّا عليه و يأْخذَ أَقَلّ ممَّا لَهُ، فالإحْسانُ زائِدٌ على العَدْلِ فتحري العَدْلَ واجِب و تَحري الإحْسان نَدْبٌ و تَطَوّعٌ، و على ذلِكَ قَوْله تعالَى: وَ مَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلََّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ [6] ، و قَوْله تعالَى: وَ أَدََاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسََانٍ [7] ، و لذلِكَ عَظَّم اللَّهُ، سُبْحانه و تعالَى، ثَوابَ المُحْسِنِيْن ، ا هـ.

و 16- في حدِيْث سُؤَال جِبْريل، عليه السّلام : «ما الإيْمانُ و ما الإحْسانُ » . أَرادَ بالإحْسان الإخْلاصَ، و هو شَرْطٌ في صحَّةِ الإيْمانِ و الإسْلام معاً. و قيلَ: أرادَ به الإشارَةَ إلى المُراقَبَةِ و حُسْنِ الطَّاعَةِ.

و قوْلُه تعالَى: وَ اَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسََانٍ [8] ، أَي باسْتِقامَةٍ و سُلوكِ الطَّريقِ الذي دَرَجَ السابقُونَ عليه.

و قوْلُه تعالَى: إِنََّا نَرََاكَ مِنَ اَلْمُحْسِنِينَ * [9] ، أَي الذين يُحْسِنونَ التَّأْويلَ. و يقالُ: إنَّه كان يَنْصرُ الضَّعِيفَ و يُعِينُ المَظْلومَ و يَعُودُ المَرِيضَ، فذلِكَ إحْسانه .

و هو مُحْسِنٌ و مِحْسانٌ ، الأَخيرَةُ عن سِيْبَوَيْه. و يقالُ:


[1] الزمر، الآية 23.

[2] فصلت، الآية 50 و فيها: «إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى‌ََ» .

[3] يونس، الآية 26.

[4] التوبة، الآية 52.

[5] النحل، الآية 90.

[6] النساء، الآية 125.

[7] البقرة، الآية 178.

[8] التوبة، الآية 100.

[9] يوسف، الآيتين 36 و 78.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 18  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست