نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 18 صفحه : 141
ج مَحاسِنُ ، على غيرِ قِياسٍ كأَنَّه في التَّقْدِيرِ جَمْعُ مَحْسَن ؛ كذا في الصِّحاحِ، أَي كمَقْعَدٍ.
و نَقَلَ الميدانيُّ عن اللَّحْيانيِّ أَنَّه لا واحِدَ له كالمَساوِي و المَشَابِه.
و قالَ الثّعالِبيُّ في فقْهِ اللّغَةِ: المَحاسِنُ و المَساوِي و المَقابحُ و ما في معْناهُ لا واحِدَ له مِن لفْظِه.
و حَسُنَ ، ككَرُمَ، قالَ الجَوْهرِيُّ: و إنْ شِئْتَ خَفَّفْتَ الضمَّةَ فقُلْت: حَسْنَ الشيءُ، و لا يَجوزُ أَن تَنْقُل الضمَّة إلى الحاءِ لأَنَّه خبَرٌ، و إنَّما يَجوزُ النَّقْلُ إذا كانَ بمعْنَى المَدْح أو الذَّم لأَنَّه يُشبَّه في جَوازِ النَّقْلِ بنِعْم و بِئْس، و ذلِكَ أَنَّ الأَصْل فيهما نَعِم و بَئِس، فسُكِّن ثانِيهما و نُقِلتْ حَرَكتُه إلى ما قَبْلِه، فكَذلِكَ كلُّ ما كانَ في مِثالِهما؛ و قالَ الشاعِرُ:
لم يَمْنَعِ الناسُ مِنِّي ما أَردْتُ و ما # أُعْطِيهمُ ما أَرادُوا حُسْنَ ذا أَدَبا [1]
أَرادَ: حَسُن هذا أَدَباً، فخفَّفَ و نَقَل.
و زادَ غيرُهُ: حَسَنَ مِثْل نَصَرَ يَحْسُن حُسْناً فيهما، فهو حاسِنٌ و حَسَنٌ . و حَكَى اللِّحْيانيُّ: أَحْسُنْ إنْ كنْتَ حاسِناً ، فهذا في المُسْتَقْبَل، و إنَّه لَحَسَن ، يُريدُ فِعْل الحالِ.
و قالَ شيْخُنا: حاسِنٌ قَليلٌ، بل قالَ أَئِمَّةُ العرفِ: إنَّه لا يُبْنى مثْلُه إلاَّ إذا قصدَ الحُدُوث، و حَسَن محرَّكةً، لا نَظِير له إلاَّ قَوْلهم بَطَل للشُّجاعِ لا ثالِثَ لهما.
و قالَ ابنُ بَرِّي: حَسِينٌ ، كأَميرٍ و غُرابٍ و رُمَّانٍ، مِثْل كَبيرٍ و كُبَارٍ و كُبَّارٍ و عَجِيبٍ و عُجَابٍ و عُجَّابٍ و ظَريفٍ و ظُرَافٍ و ظُرَّافٍ؛ و قالَ ذو الإصْبَع:
قالَ: و أَصْلُ قَوْلهم شيءٌ حَسَن حَسِين ، لأَنَّه مِن حَسُن يَحْسُن ، كما قالوا: عَظُم فهو عَظِيمٌ، و كَرُمَ فهو كَرِيمٌ، كَذلِكَ حَسُن فهو حَسِين ، إلاَّ أَنَّه جاءَ نادِراً، ثم قُلِبَ الفَعِيل فُعالاً ثم فُعَّالاً إذا بُولِغَ في نَعْتِه فقالوا حَسَنٌ و حُسَان و حُسَّان ، و كَذلِكَ كَرِيمٌ و كُرامٌ و كُرَّامٌ؛ ج حِسانٌ ، بالكسْرِ، هو جَمْعُ حسن ، و يَجوزُ أَنْ يكونَ جَمْع حَسِين ككَرِيمٍ، و كِرامٍ؛ و حُسَّانونَ ، بضمِّ فتَشْديدٍ، جَمْعُ حُسَّانٍ كرُمَّانٍ.
قالَ سِيْبَوَيْه: و لا يُكَسَّر، اسْتَغْنَوْا عنه بالواوِ و النونِ، و هي حَسَنَةٌ و حَسْناءُ و حُسَّانَةٌ ، كرُمَّانَةٍ؛ قالَ الشمَّاخُ:
دارَ الفَتاةِ التي كُنَّا نقول لها # يا ظَبْيةً عُطُلاً حُسَّانةَ الجِيدِ [3]
ج حِسانٌ ، بالكسْرِ، هو جَمْعُ الحَسْناء كالمُذَكَّر، و لا نَظِير لها إلاَّ عَجْفاءُ و عِجافٌ و حُسَّاناتٌ جَمْعُ حسَّانَةٍ .
و لا تَقُلْ رَجُلٌ أَحْسَنُ في مُقابَلَةِ امْرَأَةٍ حَسْناءَ ، و عَكْسُه غُلامٌ أَمْرَدُ و لا يُقالُ جارِيَةٌ مَرْداءُ. و نَصُّ الصِّحاحِ: و قالوا امْرَأَةٌ حَسْناءُ و لم يقولوا رَجُلٌ أَحْسَنُ ، و هو اسْمٌ أُنِّثَ مِن غيْرِ تَذْكيرٍ، كما قالوا غُلامٌ أَمْرَدُ و لم يقولوا جارِيَةٌ مَرْداءُ، فهو يُذَكَّر مِن غَيْرِ تأْنِيثٍ، ا هـ.
و قالَ ثَعْلَب: و كانَ يَنْبَغي أَنْ يقالَ لأَنَّ القِياسُ يُوجِبُ ذلِكَ.
و في ضياءِ الحلوم يقالُ: امْرأَةٌ حَسْناءُ بمعْنَى حَسَنَةُ الخلقِ و لا يقالُ رجُلٌ أَحْسَنُ .
*قُلْت: و قد مَرَّ نَظِيرُه في «س ح ح» مِن الحاءِ.
و إنَّما يُقالُ: هو الأَحْسَنُ على إرادَةِ أَفْعَلِ التَّفْضِيلِ، و قوْلُه تعالَى: فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ[4] ، أَي الأَبْعَد عن الشُّبْهَةِ، و قوْلُه تعالَى: اِتَّبِعُوا أَحْسَنَ مََا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ[5] ، أَي القُرْآن، و دَلِيلُه قَوْله تعالَى: اَللََّهُ نَزَّلَ
[1] اللسان منسوباً إلى سهم بن حنظلة الغنوي، و الصحاح بدون نسبة.