نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 17 صفحه : 630
و قالَ: أَو هي مُؤَلَّفَةٌ من كافِ التَّشْبيه و ما، ثُمَّ قُصِرَتْ ما و أُسْكِنَت المِيمُ، فإذا عَنَيْتُ بكَمْ غَيْر المَسْأَلةِ عن العَدَدِ قُلْت: كَمْ هذا الذي مَعَك؟فهو يُجيبُك: كذا و كذا.
و قالَ الجَوْهرِيُّ: و هي لها مَوْضِعان: الاسْتِفهامُ و الخَبَر. أَمَّا لِلاسْتِفهامِ كقَوْلِكَ: رَجُل عنْدَك؛ و يُنْصَبُ ما بَعْدَها تَمييزاً، و أَمَّا للخَبَرِ [1] : و يُخْفَضُ ما بَعْدَها حينَئِذٍ كرُبَ ، أَي كما يُخْفَض برُبَّ لأَنَّه في التّكْثِيرِ نَقِيضُ رُبَّ في التَّقْلِيلِ، تقولُ: كَمْ درْهمٍ أَنْفَقْتُ: تُريدُ التّكْثِيرَ؛ و إنْ شِئْتَ نَصَبْت.
و قالَ الفرَّاءُ: كَمْ و كأَيْن لُغَتان و يَصْحَبهما مِن، فإذا أَلْقَيْت مِن، كانَ في الاسْمِ النّكِرَةِ النَّصْب و الخَفْض، مِن ذلِكَ قَوْل العَرَب: كَمْ رجُلٍ كريمٍ قد رأَيْتَ، و كَمْ جَيْشاً جَرَّاراً قد هَزَمْتَ؟فهذان وَجْهان يُنْصبان و يُخْفضان، و الفِعْل في المَعْنى واقِعٌ، فإن كانَ الفِعْل ليسَ بوَاقعٍ و كانَ الاسْم [2] جازَ النَّصْبُ أَيْضاً و الخَفْض؛ و قد يُرْفَعُ في النّكِرَةِ، تَقولُ: كَمْ رَجُلٌ كَريمٌ قد أَتَاني ، تَرْفعُه بفعْلِه و تُعْمِل فيه الفِعْل إنْ كانَ واقِعاً عليه تَقولُ: كَمْ جَيْشاً جَرَّاراً قد هَزَمْت فتَنْصِبُه بهَزَمْت، قالَ: و أَنْشَدُونا:
كَمْ عَمَّة لكَ يا جَريرُ و خالة # فَدْعاء قد حَلَبَتْ عَليَّ عِشارِي [3]
رَفْعاً و نَصْباً و خَفْضاً، فمن نَصَبَ قالَ: كانَ أَصْلُ كَمْ الاسْتِفْهام و ما بَعْدَها مِن النّكِرَة مُفَسِّر كتَفْسِير العَدَد فتَرَكْناها في الخَبَرِ على ما كانَتْ عليه في الاسْتِفْهام فنَصَبْنا ما بَعْدَ كَمْ مِن النّكِرَاتِ كما تَقولُ: عِنْدِي كذا و كذا درْهَماً، و من خَفَضَ قالَ: طالَتْ صحْبَة مَنْ النّكِرةَ في كَمْ فلمَّا حَذَفْناها أَعْمَلْنا أراد [4] بهما؛ و أَمَّا مَنْ رَفَعَ فأَعْمَلَ الفِعْلَ الآخَرَ و نَوَى تَقْدِيم الفِعْل كأَنَّه قالَ: كَمْ قد أَتانِي رَجُل كَرِيم. قالَ الجوْهرِيُّ: و قد تُجْعَلُ اسْماً تامَّا فتُصْرَفُ و تُشَدَّدُ و تَقُولُ [5] : أَكْثَرْ تُ مِن الكَمِّ ، و هو الكَمِّيَّةُ[6] .
*قُلْتُ: و منه قَوْلُ الحُكَماء: الكَمّ العَرْض الذي يَقْتَضِي الانْقِسَام لذاتِه و هو إمَّا مُتّصِل أَو مُنْفَصِل، فالأَخيرُ هو العَدَدُ فَقَط كعِشْرِيْن و ثَلاثِيْن؛ و الأَوَّل إمَّا قارّ الذات مُجْتَمِع الأَجْزاءِ في الوُجُودِ و هو المِقْدارُ المُنْقَسِم إلى الخَطِّ و السَّطحِ و الثخنِ و هو الجسْمُ التَّعْليميُّ، أَو غَيْر قارّ الذاتِ و هو الزَّمانُ كما هو مُفَصَّل عنْدَهم.
كنم [كنم]:
الكَنْمَةُ ، بالفتحِ. أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ و اللَّيْثُ و ذِكْر الفتْحِ مُسْتدْركٌ.
و قالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: فيمَا رَوَاهُ عنه ثَعْلَب: هي الجِراحَةُ. قالَ: و النَّكْمَةُ المُصِيبَةُ الفادِحَةُ.
*قُلْتُ: و كأَنَّ المِيمَ فيهما بَدَلٌ عن الباءِ، و الأصْلُ الكَنْبَة و النّكْبَة، فتأَمَّل.
و كانِمٌ ، كصاحِبٍ: صِنْفٌ من السودانِ[7] ، و الصَّحِيحُ أنَّ كانِمَ بلْدَةٌ بنَواحِي غانَةَ و هي دارُ مُلْكِ السودانِ الذي بجَنُوبِ الغَرْب، حقَّقَه ابنُ خَلّكان؛ و كذا الشَّرِيف الإِدْرِيسِي في نزْهَةِ المُشْتاقِ.
و الكانِمِيُّ : شاعِرٌ مَشْهُورٌ منهم ، و هو أَبو يوسفَ يَعْقوبُ بنُ يوسف بنِ عبدِ المُؤْمِن الكانِمِيُّ ، تَرْجَمَه ابنُ خَلّكان و غيرُهُ.
[7] على هامش القاموس: ذكر ابن خلكان أن كانماً جنس من السودان، و هم بنو عم تكرور، و كل واحدة من هاتين القبيلتين لا تنسب إلى أم و لا إلى أب، و إنما كانم اسم بلدة بنواحي غانة، و هي دار ملك السودان الذين بجنوب الغرب، فسمي هذا الجنس باسم هذه البلدة. و تكرور: اسم الأرض التي هم فيها، فسمي جنسهم باسم أرضهم، و الجميع من بني كوش بن حام بن نوح، عليه السلام، أفاده نصر.
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 17 صفحه : 630