و قد أَعْتَمَ الرجُلُ و عَتَّمَ تَعْتِيماً : سار فيها ، بالسِّيْن، أَو صار بالصَّادِ، أَو أَوْرَدَ و أَصْدَرَ فيها ، و عَمِلَ أَي عَمَلٍ كان.
و في الصِّحاحِ: يقالُ: أَعْتَمْنا مِن العَتَمَةِ كما يقالُ أَصْبَحنا مِن الصُّبْحِ.
و عَتَّمنا تَعْتِيماً : سرْنا في ذلِكَ الوَقْتِ.
و 16- في الحدِيْثِ : «لا يَغْلِبَنَّكُم الأَعْرابُ على اسْمِ صَلاتِكم العِشاءِ فإِنَّ اسْمَها في كتابِ اللّهِ العِشاءُ، و إِنَّما يُعْتَمُ بحِلابِ الإِبِلِ» . أَي لا تُسَمُّوا صَلاةَ العِشاءِ العَتَمَة كما يسمُّونَها [1] الأَعْرابُ، كانوا يَحْلبُونَ إِبِلَهم إِذا أَعْتَموا ، و لكنْ سَمُّوها كما سَمَّاها اللّهُ تعالَى، و فيه النَّهْي عن الاقْتِدَاءِ بهم فيمَا يُحالِفُ السنَّةَ، أَو أَرادَ لا يَغُرَّنَّكُم فعْلُهم هذا فتُؤَخِّروا صَلاتَكُم و لكنْ صَلُّوها إِذا حانَ وَقْتُها.
و العَتَمَةُ أَيْضاً: بَقِيَّةُ اللَّبَنِ تُفيقُ بها النَّعَمُ تلك السَّاعَةَ ، نَقَلَه الجَوْهريُّ و ابنُ سِيْدَه. يقالُ: حَلَبْنا عَتَمَةً .
و 16- في حدِيْثِ أَبي ذَرٍّ : «و اللِّقاحُ قد رُوِّحَتْ و حُلِبتْ عَتمَتُها » . أَي حُلِبَتْ ما كانَتْ تُحْلَبُ وقْتَ العَتَمةِ ، و هم يسمُّونَ الحِلابَ عَتَمةً باسْمِ الوقْتِ.
و أَصْلُ العَتْمِ في كَلامِ العَرَبِ: المَكْثُ و الاحْتِباسُ.
و العَتَمَةُ : ظُلُمَةُ اللّيْلِ ، و في الصِّحاحِ: ظَلامُه.
و قالَ غيرُهُ: ظَلامُ أَوَّلِه عندَ سقُوطِ نُور الشَّفَق.
قلْتُ: و العامَّةُ يسكِّنُونَها.
و العَتَمَةُ : رُجوعُ الإِبِلِ من المَرْعَى بعدَ ما تُمْسِي ، نَقَلَه ابنُ سِيْدَه. و في الصِّحاحِ: و قيلَ: ما قَمْراءُ[2]أَرْبَعٍ ؟فقالَ: عَتَمةُ رُبَعَ، أَي قَدْرَ ما يَحْتَبِسُ في عشائِهِ. قالَ أَبو زيْدٍ الأَنْصارِيُّ: العَرَبُ تقولُ للقَمَرِ إِذا كان ابن لَيْلَةٍ: عَتَمَةُ سُخَيْلة حَلَّ أَهْلُها برُمَيْلة أَي احْتِباسُه يَقْرُبُ و لا يَطولُ كسَخْلَةٍ تَرْضَعُ أُمَّها، ثم تَعودُ قَرِيباً للرَّضاعِ، و إِن كان القَمَرُ ابنَ لَيْلَتَيْن قيل له: حديثُ أَمَتَيْنِ بكَذِبٍ و مَيْنٍ، و ذلِكَ أَنَّ حَدِيثَهما لا يَطولُ لشُغْلِهما بمَهْنَةِ أَهْلِهما، و إِذا كانَ ابنَ ثلاثٍ قيلَ: حدِيثُ فَتَياتٍ غيرِ مُؤْتَلِفاتٍ، و إِذا كانَ ابنَ أَرْبَع قيلَ: عَتَمَةُ رُبَع غير جائِعٍ و لا مُرْضَع، أَي احْتِباسُه قدْرُ فُواقِ هذا الرُّبَعِ، أَو فُواقِ أُمِّه.
و قالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: عَتَمَةُ أُمِّ الرُّبَع، و إِذا كانَ ابنَ خَمْسٍ قيلَ: حديثٌ و أُنْس، و يقالُ: عَشاءُ خَلفاتٍ قُعْسٍ، و إِذا كانَ ابنَ سِتّ قيلَ: سِرْ و بِتْ، و إِذا كانَ ابنَ سَبْع قيلَ:
دَلْجَةُ الضَّبُع، و إِذا كانَ ابنَ ثَمان قيلَ: قَمَرٌ إِضْحِيانِ، و إِذا كانَ ابنَ تِسْع قيلَ: يُلْقَطُ فيه الجِزْعُ، و إِذا كانَ ابنَ عَشْر قيلَ: مُخْتنقُ [3] الفَجْر.
و عَتَّمَ الطَّائِرُ تَعْتيماً : رَفْرَفَ على رأْسِ الإِنْسانِ و لم يُبْعد ، و هو بالغَيْنِ و الياءِ أَعْلَى.
و يقالُ: حَمَلَ عليه فَما عَتَّمَ و ما عَتَّبَ، أَي ما نَكَصَ و ما نَكَلَ و ما أَبْطَأَ في ضرْبِه إِيَّاه، و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
فَمَرَّ نَضِيُّ السَّهْمِ تحتَ لَبانِه # و جالَ على وَحْشِيِّه لم يُعَتِّمِ [4]
و قالَ الجَوْهرِيُّ: فما عَتَّم أَي فما احْتَبَس في ضرْبِه، و العامَّةُ تقولُ: ضَرَبَهُ فما عَتَّبَ.
و ما عَتَّمَ أَنْ فَعَلَ كذا، أَي ما لَبِثَ و ما أَبْطَأَ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ. و 16- في حدِيْث سَلْمان، رضِيَ اللّهُ تعالَى عنه :
«فما عَتَّمَتْ منها وَدِيَّةٌ» . أَي ما لَبِثَتْ أَنْ عَلِقَتْ.
و النُّجومُ العاتِماتُ : هي التي تُظْلِمُ من غبْرَةٍ في الهَواءِ ، و ذلِكَ في الجَدْبِ لأَنَّ نُجومَ الشِّتاءِ أَشدُّ إِضاءَةً لنَقاءِ السَّماءِ، و به فُسِّر قولُ الأَعْشَى: