نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 16 صفحه : 33
و الأمَمُ ، محرَّكةً: القُرْبُ ، يقالُ: أَخَذْته مِن أَمَمٍ ، كما يقالُ: مِن كثبٍ، قالَ زُهَيْرُ:
كأَنَّ عَيْني و قد سالَ السَّلِيلُ بهم # وَجِيرة ما هُمُ لَوْ أَنَّهم أَمَمُ [1]
أَي لو أَنَّهم بالقُرْب مِنِّي.
و يقالُ: دَارُكُم أَمَمٌ ، و هو أَمَمٌ ، و هو أَمَمٌ منك، للاثْنَيْن و الجَمِيع.
و الأَمَمُ اليَسِيرُ القَرِيبُ المُتَناوَل، و أَنْشَدَ اللَّيْثُ:
تَسْأَلُني برامَتَيْنِ سَلْجَما # لو أَنَّها تَطْلُب شيئاً أَمَما [2]
و الأَمَمُ : البَيِّنُ من الأَمْرِ كالمُؤَامِّ كمُضارٍّ.
و يقالُ للشيءِ إذا كان مُقارِباً: هو مُؤامُّ .
و أَمْرُ بنِي فلانٍ أَمَمٌ و مُؤَامٌّ أَي بيِّنٌ لم يُجاوِزِ القدرَ.
و 16- في حَدِيْث ابنِ عَبَّاسٍ : «لا يَزالُ أَمْرُ الناسِ مُؤَامًّا ما لم يَنْظرُوا في القَدَرِ و الوِلْدَان» . أَي لا يَزالُ جارِياً على القَصْد و الاسْتِقامَةِ، و أَصْلُه: مُؤَامَمُ فأُدْغِمَ.
و الأَمَمُ : القَصْدُ الذي هو الوَسَطُ. و المُؤَامُّ : المُوافِقُ و المُقاربُ مِن الأَمَمِ .
و أَمَّهُمْ ، و أَمَّ بهم: تَقَدَّمَهُمْ، و هي الإِمامَةُ .
و الإِمامُ ، بالكسْرِ، كلُ ما ائْتُمَّ به قَوْمٌ من رئيسٍ أَو غيرِه كانوا على الصّراطِ المُسْتقيمِ أَو كانوا ضالِّيْن.
و قالَ الجوْهَرِيُّ: الإِمامُ الذي يُقْتَدى به، ج إمامٌ بلفْظِ الواحِدِ قالَ أَبو عُبَيْدَةَ في قَوْلِهِ تعالَى: وَ اِجْعَلْنََا لِلْمُتَّقِينَ إِمََاماً[3] ، هو واحِدٌ يَدُلُّ على الجَمْعِ.
و قالَ غيرُه: هو جَمْعُ آمٍّ ، و ليسَ على حَدِّ عَدْلٍ و رِضاً لأنَّهم قد قالوا إمامانِ ، بلْ هو جَمْعٌ مُكَسَّرٌ ، قالَ ابنُ سِيْدَه:
أَنْبَأَني بذلِكَ أَبو العَلاءِ عن أَبي عليٍّ الفارِسِيّ قالَ: و قد اسْتَعْمل سِيْبَوَيْه هذا القِياسَ كَثِيراً. و أَيِمَّةٌ : قُلِبَت الهَمْزة [4] ياءً لثِقَلِها لأنَّها حَرْفٌ سَفُل في الحَلْق و بَعُد عن الحُرُوفِ و حَصَل طَرَفاً فكانَ النُّطْق به تكَلُّفاً، فإذا كُرِهَت الهَمْزَةُ الواحِدَةُ فَهُمْ باسْتِكْراه الثِّنْتَيْن و رَفْضِهما لا سِيَّما إذا كانَتا مُصْطَحِبَتَيْن غَيْر مُفْتَرِقَتَيْن فاءً و عَيْناً، أَو عَيْناً و لاماً أَحْرى، فلهذا لم يَأْتِ في الكَلامِ لفْظةٌ تَوالَتْ فيها هَمْزَتَان أَصْلاً البتَّة، فأَمَّا ما حَكَاه أَبو زَيْدٍ مِن قَوْلِهِم دَرِيئَة و دَرَائيُّ و خَطِيْئة و خَطَائِيُّ فشاذُّ لا يُقاسُ عليه، و لَيْسَتْ الهَمْزتَان أَصْليين [5] بل الأُوْلَى منهما زائِدَةٌ، و كَذلِكَ قِراءَة أَهْلِ الكُوفَة: فَقََاتِلُوا أَئِمَّةَ اَلْكُفْرِ[6] بهَمْزَتَيْن شاذُّ لا يُقاسُ عليه.
و قالَ الجَوْهرِيُّ: جَمْعُ الإِمامِ أَأْمِمَةٌ ، على أَفْعِلةٍ، مِثْلُ إنَاءٍ، و آنِيَةٍ و إلَهٍ و آلِهَةٍ، فأُدْغِمَتِ المِيمُ فنُقِلَتْ حَرَكَتُها إلى ما قَبْلَها، قلمَّا حَرَّكوها بالكَسْرِ جَعَلُوها ياءً.
و قالَ الأَخْفَشُ: جُعِلَتِ الهَمْزَةُ ياءً لأنَّها في مَوْضِعِ كَسْر و ما قَبْلَها مَفْتوح فلم تُهْمَز لاجْتِماعِ الهَمْزَتَيْنِ، قالَ: و مَنْ كان مِن رأْيِه جَمْع الهَمْزَتَيْن هَمَزَة، انَتَهَى.
و قالَ الزَّجَّاجُ: الأصْلُ في أَيِمَّةٍ أَأْمِمَة لأنَّه جَمْعُ إِمامٍ كمِثالٍ و أَمْثِلَةٍ، و لكنَّ المِيْمَيْن لمَّا اجْتَمَعَتا أُدْغِمَتِ الأُوْلَى في الثانيةِ و أُلْقِيَت حَرَكَتُها على الهَمْزةِ، فقيلَ: أَئِمَّة ، فأَبْدَلَتِ العَرَبُ مِن الهَمْزةِ المَكْسُورةِ الياءَ.
و الإمامُ : الخَيْطُ الذي يُمَدُّ على البِناءِ فَيُبْنَى[7] عليه و يُسَوَّى عليه سافُ البِناءِ، قالَ يَصِفُ سَهْماً:
و خَلَّقْتُه حتى إذا تَمَّ و اسْتَوَى # كَمُخَّةِ ساقٍ أَو كَمَتْنِ إمامِ [8]
أَي كهذا الخَيْطِ المَمْدودِ على البِناءِ في الأمِّلاسِ و الاسْتِواءِ.
و الإمامُ : الطَّريقُ الواسِعُ، و به فسِّرَ قوْلُه تعالَى: