responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 16  صفحه : 238

و نَصُّ المُحْكَمِ: و قيلَ هو مِن أَسْماءِ الرِّجالِ، مثَّلَ به سِيْبَوَيْه و فسَّرَه السِّيرافي. و هكذا هو في تَهْذِيبِ التَهْذِيبِ للأَرْمويّ.

درهم [درهم‌]:

الدِّرْهَمُ ، كمِنْبَرٍ و مِحْرابٍ. قالَ شيْخُنا: تَمْثِيلُه بمِنْبَرٍ غيرُ سَديدٍ و لا جارٍ على قَواعِدِهِ، فإنَّ مِنْبَر مِفْعَل، و دِرْهَم فِعْلَل، و لو ضَبَطَه بكسْرِ الدالِ و سكونِ الراءِ و فتْحِ الهاءِ لكانَ أَوْلَى، لأنَّه مع كوْنِه مِن أَوْزانِه التي يمثِّلُ بها كثيراً مِن الأَوْزانِ الغَرِيبَةِ حتى قالَ الشيخُ بحرق في شرْحِه للامية الأَفْعالِ إنَّه لم يَظْفَرْ بكَلِمَةٍ على وَزْنِه و إن كانَ قصوراً. ففي الصِّحاحِ أنَّه وَرَدَ مِثْله ثلاثَةُ أَلْفاظٍ أُخَر لا خامِسَ لها منها ضِفْدَعٌ. و في المِصْباحِ أنَّه وزْنٌ قَلِيلٌ و ذَكَرَ له أَمْثِلَة في المزْهرِ و زدْتُ عليها أَضْعافَها في المسْفرِ. و لو اسْتَقَرى هذا الكتابَ وَحْدَه لوَجَدَ مِن أَمْثالِه ما لا يُحْصَى، و جَمَعْت منها جمْلَة في شرْحِ نَظْمِ الفَصِيحِ، انتَهَى.

قلْتُ: و الكَلامُ على وزنِه الثاني بمِحْرابٍ كالذي تقدَّمَ و قالَهُ شيْخُنا. ثم إنَّه لو قالَ كهِجْرَع و قِرْطاسٍ أَو كضِفْدَع و سِرْبَالٍ‌ و زِبْرِجٍ‌ و غير ذلِكَ ممَّا يوردُها مِن الأمْثِلَةِ أَحْياناً لسَلِمَ مِن هذا الاعْتِراضِ، و ما أَحْسن سِياق الجوْهَرِيّ و أَبْعَده مِن اللّوْم: الدِّرْهَمُ : فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، و كَسْرُ الهاءِ لُغَةٌ، و رُبَّما قالوا دِرْهام ، قالَ الشاعِرُ:

لو أَنَّ عنْدِي مائتي دِرْهامِ # لجازَ في آفاقِها خاتامي‌ [1]

فأَهْمَل ضَبْطَه لشُهْرَتِه و أَشَارَ إلى تَعْرِيبِه و أنَّ كَسْرَ الهاءِ لُغَةٌ ثانِيَةٌ و هي قَلِيلَةٌ و أَقَلُّ منها دِرْهام ، ثم اسْتَدَلَّ لها بقَوْلِ الشاعِرِ، فهذه فَوائِدُ جَلِيلَةٌ مع غايَةِ الاخْتِصارِ، لو تأَمَّلَ سَلِيمُ العَقْلِ لأَنْصَفَ في الاعْتِبارِ. و مِن نَظائِرِ دِرْهَم الخِنْصَر و الحِنْجَر و هِجْرَع و ضِفْدَع و قِلْفَع و سَيَأْتي قِلْعَم؛ و قد تقدَّمَ للمصنِّفِ مِن ذلِكَ أَشْياءُ كثيرَةُ لو اعْتَناءُ المُعْتني لجاءَتْ رِسالَة مُسْتَقلَّة في بابِها.

و قَوْلُه: م‌ ، أَي مَعْروفٌ.

و ذَكَرْنا وَزْنَهُ في «م ك ك» ، ج دَراهِمُ قالَ ابنُ سِيْدَه: و جاءَ في تَكْسيرِهِ‌ دَرَاهِيمُ و زَعَمَ سِيْبَوَيْه أَنَّ الدَّرَاهِيمَ إنَّما جاءَ في قوْلِ الفَرَزْدقِ:

تَنْفى يَداها الحَصى في كلِّ هاجِرَةٍ # نَفْيَ الدَّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّيارِيفَ‌ [2]

قالَ ابنُ بَرِّي: شَبَّهَ خُرُوجَ الحَصَى مِن تحْت مَناسِمِها بارْتِفاعِ الدَّراهِمِ عن الأَصابعِ إذا نُفِدَتْ.

و رَجُلٌ مُدَرْهَمٌ ، بفتحِ الهاءِ : أَي‌ كثيرُها ، و لا فِعْل له حَكَاه أَبو زَيْدٍ، قالَ: و لا تَقُلْ دُرْهِمَ مَبْنيًّا للمَفْعولِ.

قالَ ابنُ جنِّي: لكنَّه إذا وُجِدَ اسمُ المَفْعولِ فالفِعْلُ حاصِلٌ.

و يقالُ: دَرْهَمَتِ الخُبَّازَى‌ : اسْتَدَارَتْ و صارَ وَرَقُها كالدَّرَاهِمِ ، اشْتَقّوا مِن الدَّرَاهِمِ فِعْلاً و إنْ كانَ أَعْجميًّا.

و قالَ ابنُ جنِّي و أَمَّا قوْلُهم: دَرْهَمَتِ الخُبَّازَى فليسَ مِن قوْلِهم رجُلٌ مُدَرْهَمٌ .

و شَيْخٌ مُدْرَهِمٌّ ، كمُشْمَعِلٍ‌ : أَي‌ ساقِطٌ كِبَراً ، و قد ادْرَهَمَّ ادْرِهْماماً : سَقَطَ مِن الكِبَرِ؛ و أَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ للقُلاخِ:

أَنا القُلاخُ في بُغائي مِقْسَما # أَقْسَمْتُ لا أَسْأَمُ حتى يَسْأَما

و يَدْرَهِمَّ هَرَماً و أَهْرَما [3]

و ادْرَهَمَّ بَصَرُه: أَظْلَمَ.

و ادْرَهَمَّ الرَّجُلُ: كَبِرَ سِنُّهُ.

و الدِّرْهَمُ ، كمِنْبَرٍ ، فيه الكَلامُ الذي سَبَقَ أَوّلاً: الحَدِيقَةُ على التَّشْبيهِ مِن قوْلِ عَنْتَرَةَ:

فتَرَكْنَ كلّ حَدِيقَة كالدِّرْهَمِ [4]


[1] اللسان و الصحاح و التكملة قال الصاغاني: و هذا الإنشاد فاسد و الرواية:

لو أن عندي مائتي درهام # لابتعت دارا في بني حرام

و عشت عيش الملك الهمام # و سرت في الأرض بلا خاتام.

[2] اللسان و الصحاح.

[3] اللسان و الصحاح.

[4] ديوانه ط بيروت ص 18، من معلقته، و فيه: كل قرارةٍ، و صدره فيه:

حادت عليه كل بكرٍ حُرّةٍ.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 16  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست