نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 14 صفحه : 93
و جَيْأَلُ كفَيْعَلُ و جَيْأَلَةُ بزيادَةِ الهاءِ و هذه عن الكِسَائيّ مَمْنوعَتَيْنِ من الصَّرْفِ.
و جَيَلٌ محرَّكةً بلا هَمْزٍ قال أَبُو عليِّ و ربَّما قالُوا ذلِكَ و يترْكُون الياءَ مصَحَّحَة لأَنَّ الهَمْزَةَ و إنْ كانَتْ مُلْقاةً من اللفْظِ فهي مُبْقاةٌ في النِّيَةِ و مُعَامَلَةٌ مُعَاملَةَ المُثْبَتَةِ غَيْر المَحْذُوفةِ. أَلا تَرَى أَنَّهُم لم يقْلِبُوا الياءَ أَلفاً كما قَلَبُوها في نَابَ و نَحْوِه لأَنَّ الياءَ في نِيَّةِ سُكُونٍ؟.
و الجَيْأَلُ مِثْل الأَوَّلِ إِلاَّ أَنَّه بالأَلفِ و اللاَّمِ قالَ شيْخُنا:
كأَنَّه أَشَارَ إلى أَنَّ الحُكْم عَلَيه بالعِلْمِيةِ لا يَمْنعه دُخُول الأَلفِ و اللامِ للمحِ الأَصْلِ كُلُّه الضَّبُعُ قالَ الشَّنْفَرَى:
و لي دُونَكُمْ أَهْلُونَ سِيد عَمَلّسٌ # و أَرقطُ زُهلُولٌ و عَرْفاءُ جيأْلُ [1]
و قالَ آخَرُ:
قد زَوَّجُوني جَيْأَلاً فيها حَدَبْ # دَقِيقَةَ الرُّفْغَيْنِ ضَخْماءَ الرَّكَبْ [2]
و قالَ شيْخُنا: المَنْعُ في جيالة ظاهِرٌ لاجْتِمَاعِ العِلْمِية و التأْنِيثِ فهو كثُعالةٍ و ذؤَالةٍ و نَحْوهما. و أمَّا جيال فلا مُوجِب لمَنْعِه و لا قائِل به على كَثْرةِ مَنْ ذَكَرَه من أَهْلِ اللغَةِ و الصَّرْفُ في النَّقلِ و نَحْوِه و لعلَّه تَوَهَّم أَنَّه رُباعِيٌّ على وَزْنِ الفَعْلِ كما تَوَهّمه قَبْله و في غيرِ موضِعٍ و فيه نَظَرٌ.
قلْتُ: قد اشْتَبَه على شيْخِنا ضَبْطَ الكَلِمَتَيْن فضَبَطَ جيالة كثُعَالةٍ و ذُؤَالةٍ و هو غَلَطٌ ظاهِرٌ، و الصَّوابُ أَنَّه على فَيْعَلةٍ و هكذا ضَبَطَه الكِسَائيُّ، و ضَبَطَ جُيَالِ على وَزْنِ غُرَابٍ كما يدلُّ له كَلاَمَه و جَعَلَ كَوْنه على وَزْنِ فَيْعل مُتَوهّماً و هو أَيْضاً خِلافُ ما نَقلُوه. فقد صَرَّحَ الصَّاغَانيُّ و غَيْرُه من الأَئمَّةِ أنَّ جَيْأَلَ على وَزْنِ فَيْعَل مَعْرُوفَةٌ بلا أَلفٍ و لامٍ فتأَمَّلْ ذلِكَ.
و جَيْأَلَةُ الجُرْحِ غَثيثُهُ ، عن الفرَّاءِ.
*و ممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:
جَيْأَلٌ : وادٍ بنَجْدٍ.
و الجَيْأَلُ : الذَّئبُ، نَقَلَه ابنُ السَيِّدِ في شَرْحِ أَبْياتِ المَعَاني و اسْتَغْرَبَه شيْخُنا.
جبتل [جبتل]:
جَبْتَلُ كَجَعْفَرٍ بمُثَنَّاةٍ فَوْقِيَّةٍ بَعْد البَاءِ الموحّدةِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ و الجماعَةُ. و هو ع باليَمَنِ من دِيارِ بَنِي نَهْدٍ قالَهُ نَصْر و نَقَلَه ياقُوتُ.
جبل [جبل]:
الجَبَلُ محرَّكةً كُلُّ وَتِدٍ للأَرْضِ عَظُمَ و طالَ فَإِنِ انْفَرَدَ فأَكَمَةٌ أَو قُنَّةٌ ج أَجْبُلٌ كأفْلُسٍ و جبالٌ بالكسرِ و أَجبالٌ و الثاني في القُرْآنِ كَثِيرٌ كقَوْلِه تعالى: أَ لَمْ نَجْعَلِ اَلْأَرْضَ مِهََاداً `وَ اَلْجِبََالَ أَوْتََاداً[3] ، وَ تَنْحِتُونَ مِنَ اَلْجِبََالِ بُيُوتاً[4] ، وَ اَلْجِبََالَ أَرْسََاهََا[5] ، و شاهِدُ الأَخيرِ قَوْل الشاعِرِ:
يا رب ماء لك بالأجبالْ # أَجبال سلمى الشمخ الطوالْ
و اعتبر مَعَانِيه فاسْتُعِير و اشْتُقّ منه بحَسَبِه فقيلَ: الجَبَلُ سَيِّدُ القَومِ و عالِمُهُمْ عن الفرَّاء و الجَبَلانِ لَطِّيءٍ.. هما سَلْمَى و أَجَأٌ قالَ البرج بن مسهر الطائيُّ:
فإن نَرجع إلى الجبلين يوماً # نُصالحُ قومَنَا حتّى المماتِ
و جَبَلُ بنُ جَوَّال صَحابِيُ رَضِيَ اللّه تعالَى عنه.
و بِلادُ الجَبَلِ مُدُنٌ بَيْن أَذْرَبيجانَ و عِراقِ العَرَبِ و خُوزِسْتانَ و فارِسَ و بلادِ الدَّيْلَمِ نُسِبَ إليها الحَسَنُ [6] بنُ علِيٍّ الجَبَلِيُّ عن أَبي خليفة الجُمَحِيّ.
و أَجْبَلُوا صاروا إلى الجَبَلِ عن ابنِ السِّكِّيت. و تَجَبَّلوا دَخَلوا فيه. و في العُبَابِ: تجَبَّل القَوْمُ الجِبالَ أي دَخَلُوها.
و من المجازِ: أَجْبَلَهُ وجَدَهُ جَبَلاً أي بَخيلاً رُوعِي فيه معْنَى الثَّبَات و الجُمُودِ و كذا أَجْبَلَ الشاعِرُ إذا أُفْحِمَ و صَعُبَ عَلَيه القولُ فصَارَ لا يُبْدِي و لا يُعِيدُ.
و أَجْبَلَ الحافِرُ بَلَغَ المَكَانَ الصُّلْبَ في حَفْرِهِ و هو مجازٌ.
و ابْنَةُ الجَبَلِ : الحَيَّةُ لملازَمَتِها له و يُعَبَّر بها عن الدَّاهِيَةِ[7] أَيْضاً و القَوْسُ المُتَّخَذَةُ من النَّبْعِ لكَوْنِه من أَشْجارِ الجَبَلِ .
[1] لامية العرب بيت رقم 5 مختار الشعر الجاهلي 2/598.