نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 14 صفحه : 56
يُونُس [1] الهاشميّ، و أَحْمد بن عُمَر بن عليّ بن بُصَيْلة أَبُو المَعَالي محدِّثٌ مَعْروفٌ.
و البصيلية مصغَّراً ناحية في أَعْلى الصَّعِيدِ.
بطل [بطل]:
بَطَلَ الشيْءُ بُطْلاً و بُطولاً و بُطْلاناً بِضمهنَّ ذَهَبَ ضَياعاً و خُسْراً و منه قَوْلُه تعَالَى: وَ بَطَلَ مََا كََانُوا يَعْمَلُونَ[2] و قَوْلُهم: ذَهَبَ دَمُه بُطْلاً أي هَدَراً.
و قالَ الرَّاغِبُ: و بَطُلَ دَمُه إذا قُتِلَ و لم يَحْصَل له ثأْرٌ و لا دِيَّةٌ. و أَبْطَلَهُ غيرُه. و الإِبْطالُ يقالُ في إفسادِ الشيْءِ و إِزَالتِه حقّاً كان ذلك الشَّيْء أَوْ باطِلاً. قالَ تَعَالى: لِيُحِقَّ اَلْحَقَّ وَ يُبْطِلَ اَلْبََاطِلَ[3]و بطِلَ في حَدِيثِه بَطالَةً هَزَلَ و كان بَطَّالاً ، ظاهِرُ سِيَاقِه أَنَّه من حدِّ نَصَرَ و الصَّوابُ أَنَّه من حدِّ عَلِمَ كما هو في الجَمْهَرَةِ، كأَبْطَلَ . و بَطَلَ الأَجيرُ من حدِّ نَصَرَ بَطَالةً أي تَعَطَّلَ فهو بَطَّالٌ . و الباطِلُ ضِدُّ الحَقِ و هو ما لا ثَبَاتَ له عنْدَ الفَحْص عنه، و قد يقالُ ذلك في الاعْتِبارِ إلى المقالِ و الفعال قالَ اللّه تعالى: لِمَ تَلْبِسُونَ اَلْحَقَّ بِالْبََاطِلِ[4] ، ج أباطيلُ على غير قِياسٍ كأنَّهم جَمَعُوا إِبْطِيلاً . و قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هو جَمْع إِبْطالة و أُبْطُولة . و قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ رَضِيَ اللّه عنه:
كانت مواعيدُ عرقوب لها مَثَلاً # و ما مواعيدُه إلاّ الأباطيلُ
و يُرْوَى: و ما مَواعِيدُها: و أَبْطَلَ الرجلُ جاءَ به أي بالباطِلِ و ادَّعَى غيرَ الحقِّ، قالَهُ اللَّيْثُ. و قال قَتَادَةُ:
الباطِلُ إِبْلِيسُ و منه قوله تعَالَى: وَ مََا يُبْدِئُ اَلْبََاطِلُ وَ مََا يُعِيدُ[5] و منه أَيْضاً قوله تعَالَى: لاََ يَأْتِيهِ اَلْبََاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاََ مِنْ خَلْفِهِ[6] أي لا يزيد في القُرْآنِ و لا ينْقُصُ.
و رجُلٌ بَطَّالٌ كشَدَّادٍ ذو باطِلٍ بَيِّنُ البُطولِ بالضمِ و تَبَطَّلُوا بينهم تَدَاوَلوا الباطِلَ نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُ و رَجُلٌ بَطَلٌ محرَّكةً عن اللَيْثِ و بَطَّالٌ كشَدَّادٍ بَيِّنُ البَطالَةِ و البُطولَةِ أي شُجاعٌ تَبْطُلُ جِراحَتُه فلا يَكْتَرِثُ لها و لا تكفه عن نَجْدتِهِ، قالَهُ اللَّيْثُ، أو لأَنَّه يُبْطِل العظَائمَ بسَيْفه فيُبَهْرجُها. و قالَ الرَّاغِبُ: و قيلَ للشُّجاعِ المُتَعَرِّضِ للمَوْتِ بَطل تصور البطلان [7] كما قالَ الشاعِرُ:
و قالوا لها: لا تنكِحِيهِ فإنّه # لأوَّلُ فصلٍ أن يلاقي مَجْمَعا [8]
فيكونُ فعل بمعنى مفعولٍ. أو لأنَّه تَبْطُلُ عندَه دِماءُ الأَقْرانِ فلا يُدْرَك عنْدَه من ثأرٍ. و عبارَةُ الرَّاغِبِ: أو لأَنَّه يُبْطِل دمَ من تَعَرَّض له بسوءٍ قالَ: و الأَوَّل أَقْرب، ج أَبْطالٌ و هي بهاءٍ. و قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لا يقالُ امَرأَةٌ بَطَلة عن أَبي زَيْدٍ. و قد بَطُلَ كَكَرُمَ بُطُولةً و بَطَالَةً و تَبَطَّلَ تَشَجَّعَ قال أَبُو كبيرٍ الهُذَليّ:
ذهَبَ الشَّبَابُ و فاتَ منه ما مَضَى # و نَضَا زُهَير كَرِيهَتِي و تَبَطَّلا [9]
و البُطَّلاتُ جَمْع بُطَّلٌ كسُكِّرٍ التُّرَّهاتُ عن ابنِ عبَّادٍ و نصّه في المحيطِ: جاءَ بالبُطَّلات و هي كالتُّرُّهاتِ. و يقالُ: بينهم أُبْطولَةٌ بالضمِ و إِبْطالَةٌ بالكسرِ أي باطِلٌ و الجَمْعُ أَباطِيلُ و قد تقدَّمَ ذلك عن أَبي حاتمٍ عن الأَصْمَعِيّ. و16- في الحدِيثِ :
«اقْرَؤُا سورةَ البَقَرةِ فإنَّ أَخْذَها بركةً و تَرْكَها حسرةً و لا تَسْتَطِيعُها» .البَطَلَةُ السَّحَرَةُ ، و التفْسِير 16- في الحدِيثِ كما في العُبَابِ و في الأَسَاسِ «أَعوذُ باللّه من البَطَلَةِ » . أي الشَّياطِين.
*و ممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:
الباطِلُ : الشركُ و به فُسِّرَ قَوْلُه تعَالَى: يَمْحُ اَللََّهُ اَلْبََاطِلَ[10] و البِطَالة بالكسرِ و الضمِ لُغَتانِ في البَطَالةِ بالفتحِ بمعْنَى الشَّجَاعة، الكسْرُ نَقَلَه اللّيْثُ، و الضمُّ حَكَاه بعضٌ و نَقَلَه صاحِبُ المِصْباحِ.
و يقالُ لبَطُلَ الرجلُ هذا في التَّعْجُّبِ من التَّبَطُّلِ [11]
و لبَطَلَ القَوْلُ هذا في التَّعَجُّبِ من الباطِلِ . و شَرُّ الفتْيَانِ المُتَبَطّل . و أَبْطَلَه جَعَلَه باطِلاً . و التَّبْطِيلُ فِعْلُ البَطَالةِ و هي اتَّباعُ اللَّهْوِ و الجَهَالةِ.