responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 14  صفحه : 40

40

يَنْقُلَه إلى أَرْضِ ذات نَهْرٍ مِثْل أَرْضِ بابِلَ ، فأُرَي الانتقال إلى مِصْر، فلمَّا وَرَدَها و سَكَنَها و اسْتَطَابَها اشْتَقّ لها اسْماً من مَعْنَى بَابِلَ هو الفُرْقَةُ فسَمَّاها بابِلْيُون و مَعْناه الفُرْقَة الطَّيِّبَة.

و اللّهُ تعَالَى أَعْلَمُ. و 16- ذَكَرَ ابنُ هشام صاحِبُ السِّيْرَةِ في كتابِ التيجان في النَّسَبِ بابِلْيُون كانَ مَلِكاً من سَبَا و من وُلْدِه عَمْرو بنُ امْرِى‌ءِ القَيْسِ كانَ مَلِكاً على مِصْرَ في زمنِ إِبْرَاهيم الخَلِيل عَلَيه السَّلام. و قالَ أَبُو صَخرٍ الهُذَلِيُّ:

و ماذَا يُرَحِّي بعد آل محرّق # عفا منهم وادِي رُهَاطَ إلى رُحْبِ

جَلَوْا من تَهَامي أَرْضِينَا و تَبَدّلُوا # بمكّةَ بَابَليُون و الرَّبْطِ بالعَصْبِ‌ [1]

و قَدْ أَسْقَطَ عُمْرَان بنُ حطان منه الأَلِفَ في قَوْلِهِ يذْكُرُ قوماً من الأَزْدِ نَفَاهُم زِيادُ ابنُ أَبيهِ من البَصْرةِ إلى مِصْرَ فنَزَلُوا من الفسْطَاطِ بموضعٍ يقالُ له الظاهِرُ فقالَ:

فَسَارُوا بحمدِ اللّه حتى أحلّهم # بَبِلْيون منها الموحفاتُ السوابقُ

فأمسوا بدار لا يُفزَعُ أهلُها # و جيرانُهم فيها تُجيبُ و غافقُ‌ [2]

كذا في المعجمِ. و بَابِلُ كصاحِبٍ قَرْيةٌ بمِصْرَ من أَعْمالِ المنوفيَّةِ و منها العلاَّمةُ سُلَيْمانُ بنُ عَبْدِ الدَّائمِ البَابِلِيُّ مفْتِي الشافِعِيَّةِ بمِصْرَ بعْدَ النور الزيادِيّ قالَ النجم الغزيّ:

رَأَيْته بمكَّةَ حاجّاً سَنَة 1014 و توفي بمِصْرَ سَنَة 1026، و ابن أُخْته الإِمَام الحافِظُ الشمس مُحمّد بن عَلاَء الدين الشافِعِيّ مَوْلدُه سَنَة أَلفٍ و وَفَاتُه سَنَةٍ 1077، و قد أَلَّفْتُ في شيوخِه و من أَخَذَ عنه رِسَالةً مليحةً سَمِّيْتُها المربى الكابلي في شيوخِ و تلاميذِ البَابِليِّ نافِعَةً في بابِها.

بتل [بتل‌]:

بَتَلَهُ يَبْتُلُهُ و يَبْتِلُه من حَدَّي نَصَر و ضَرَبَ بَتْلاً قَطَعَه كبَتَّلَهُ تَبْتِيْلاً فانْبَتَلَ الشَّيْ‌ءُ و تَبَتَّلَ انْقَطَعَ مِثْل انْبَتٌ قالَ أَبُو كبيرٍ الهُذَليُّ:

أقسمتُ لا أسأَدَها بعدي رَجُلْ # إلا امْرَأً أمرَّ شَزْراً فاعتدلْ‌

مُجَنَّبَ الساقينِ محلوكَ الأِطِلْ # كأَنَّه تيسُ ظباءٍ مُنْبَتِل [3]

و شاهِدُ التَّبَتُّلِ قَوْلُه تعَالَى: وَ تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً [4] قالَ الأَزْهَرِيُّ: مَعْنَاه انْقَطَعَ إليه. و بَتَلَ الشَّيْ‌ءَ بَتْلاً مَيَّزه عن غيرِه‌ و أَبانَه منه‌ و البَتولُ كصَبُورٍ المُنْقَطِعَةُ عن الرِّجالِ‌ التي لا شَهْوَة لها فيهم، و سُمِّيَتْ‌ مَرْيَمُ العَذْرَاءُ البَتُولُ رَضِيَ اللّه تعالى عنها لانْقِطَاعِها مِنَ الأَزْواجِ قَالَهُ الزَّمَخْشَرِيُ‌ كالبَتِيلِ كأَميرٍ. و في التَّهْذِيبِ: لتَرْكِها التَّزْوِيج‌ [5] . 15- و لُقِّبَتْ‌ فاطمةُ بنتُ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ عليهما الصلاةُ و السلامُ‌ و على ذرِّيتِها بالبَتُولِ تَشْبيهاً بها في المنزلةِ عنْدَ اللّه تعالى قالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ و قالَ ثَعْلَبُ: لانْقِطاعِها عن نِساءِ زَمانِها و عن نِساءِ الأُمَّةِ فَضْلاً و ديناً و حَسَبَاً و عَفَافاً و هي سَيِّدُةُ نِساءِ العَالَمِين و أُمُّ أَوْلادِه صلّى اللّه عليه و سلّم و رَضِيَ عنها و عنهم، و قد أَفْرد العلماءُ في الأَحادِيثِ الوَارِدَةِ في فضْلِها كتاباً مُسْتقلاً منهم شيْخُنا العَارِفُ باللّه تعَالى السيِّدُ عَبْد اللّه بنُ إِبْرَاهِيم بن حَسَن الحُسَيْنِيُّ الطَّائِفيّ فإنَّه أَلَّفَ في ذلك رِسالةً و قَرَأْتُها عَلَيه بالطائِفِ في سَنَةِ 1166. و 15- قيلَ : البَتُولُ من النِّسَاءِ المُنْقَطِعَةُ عن الدنيا إلى اللّه تعالى‌ و به لُقِّبَتْ فاطمةُ أَيْضاً رَضِيَ اللّه عنها. و البَتُولُ : الفَسيلَةُ من النَّخْلَةِ المُنْقَطِعَةُ عن أُمِّها المُسْتَغْنِيَةُ بنَفْسها كالبَتيلِ و البَتِيلَةِ فيهما أي في الفَسِيلَةِ و المَنْقَطِعَةِ عن الدنيا، عن ابنِ عبَّادٍ: و المُبْتِلَةُ كمُحْسِنَةٍ أُمُّها يَسْتَوِي في الواحِدُ و الجَمْعُ كما في المُحْكَمِ. و قدِ انْبَتَلَتْ الفَسِيلَةُ من أُمِّها و تَبَتَّلَتْ و اسْتَبْتَلَتْ انْقَطَعَتْ، و صَدَقَةٌ بَتْةٌ بَتْلَةٌ مُنْقَطِعَةٌ عن صاحِبِها. و في العُبَابِ: مُنْقَطِعَةٌ من جَميعِ المالِ إلى سَبِيلِ اللّه تعالى. و عَطاءٌ بَتْلٌ مُنْقَطِعٌ‌ إِمَّا أَنْ يريدَ الغَايَةَ أي أنَّه‌ لا يُشْبِهُهُ عَطاءٌ أو يُريدَ أَنَّه‌ مُنْقَطِعٌ لا يُعْطَى بَعْدَهُ عَطاءٌ. و تَبَتَّلَ إلى اللّه‌ تعَالى‌ و بَتَّلَ تَبْتِيلاً انْقَطَعَ‌ إليه كما فَسَّرَ الأَزْهَرِيُّ به الآية و قيلَ: بَتَلَ أَخْلَصَ‌ من رياءٍ و سمْعَةٍ و قالَ ابنُ عَرَفَة: تَبَتَّلَ إليه: انْفَرَدَ له في طاعَتِه و أَفْرَدَها له.

أَو تَبَتَّلَ تَرَكَ النكاحَ و زَهِد فيه. و منه 14- حدِيثُ سَعْدٍ رَضِيَ اللّه تعالى عنه : «رَدَّ رسُولُ اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، التَّبَتُّلَ على عُثْمان بن

____________

[1] شرح أشعار الهذليين 2/970-971 برواية: «ماذا ترجي» و معجم البلدان «بابليون» .

[2] معجم البلدان «بابليون» .

[3] شرح أشعار الهذليين، زيادات شعره 3/1335 و فيه «محبوك الأطل» و الشطر الرابع في اللسان.

[4] المزمل الآية 8.

[5] في التهذيب: «التزوج» و الأصل كاللسان.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 14  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست