نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 14 صفحه : 36
سَكَّنُوا الهاءَ في أَهْلُون و لم يُحَرِّكُوها كما حَرَّكُوا أَرَضِين؟ فقالَ: لأَنَّ الأَهْلَ مُذَكَّرٌ، قيلَ: فلِمَ قالُوا أَهَلات ؟قالَ:
شبَّهُوها بأَرَضات، و أَنْشَدَ بَيْتَ المُخَبَّلِ، قالَ: و من العَرَبِ مَنْ يَقُولُ أَهْلات على القياسِ. و أَهَلَ الرجلُ يَأهُلُ و يَأْهِلُ من حَدَّيِ نَصَرَ و ضَرَبَ أُهولاً بالضمِ هذا عن يُونُسَ، زَادَ غيرُه: و تأَهَّلَ و اتَّهَلَ على افْتَعَلَ اتَّخَذَ أَهْلاً و قال يُونُس: أَي تَزَوَّجَ. و أَهْلُ الأَمْرِ وُلاتُه و قد تقدَّم في أُولي الأَمْرِ.
و الأَهْلُ للبيتِ سُكَّانُه و من ذلك أَهْلُ القُرَى: سُكَّانُها.
و الأَهْلُ للمَذْهَبِ مَنْ يَدِينُ به و يَعْتَقِدُه. و من المجازِ الأَهْلُ للرجُلِ زَوْجَتُه و يَدْخلُ فيه الأَولادَ، و به فُسِّرَ قَوْلُه تعَالَى:
وَ سََارَ بِأَهْلِهِ[1] أي زَوْجَتُه و أَوْلاَدُه. كأَهْلَتِه بالتاءِ و الأَهْلُ للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم أزواجه و بناته و صهره علي رضي اللّه تعالى عنه أو نِساؤه و قبل أهله الرّجال الذين هم آله و يدخلُ فيه الأَحْفادُ و الذريات، و منه قَوْلُه تَعَالَى: وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاََةِ وَ اِصْطَبِرْ عَلَيْهََا[2] ، و قَوْلُه تَعَالَى: إِنَّمََا يُرِيدُ اَللََّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ[3] ، و قَوْلُه تَعَالَى: رَحْمَتُ اَللََّهِ وَ بَرَكََاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ اَلْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ[4] . و الأَهْلُ لكلِّ نَبِيٍّ أُمَّتُه و أَهْلُ مِلَّتِه، و منه قَوْلُه تَعَالَى: وَ كََانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاََةِ وَ اَلزَّكََاةِ[5] . و قالَ الرَّاغِبُ و تَبِعَه المَنَاوِيّ: أَهْلُ الرجلِ مَنْ يَجْمَعُه و إِيَّاهم نَسَبٌ أو دِينٌ أَو ما يَجْرِي مَجْرَاهُما من صناعةٍ و بيتٍ و بلدٍ فأَهْلُ الرجلِ [6] مَنْ يَجْمَعُه و إِياهم مَسْكَنٌ واحدٌ ثم تَجَوَّزَ به فقيلَ: أَهْلُ بيتِه مَنْ يَجْمَعُه و إِيَّاهُم نَسَبٌ أو ما ذُكِرَ و تُعُورف في أُسْرةِ النبيِّ صلّى اللّه عليه و سلّم مُطْلقاً. و مكانٌ آهِلٌ كصاحِبٍ له أَهْلٌ كذا نصّ ابنِ السِّكِّيت هو على النَسَب، و نصّ يُونُس به أَهْلُه ، قالَ ابنُ السِّكِّيت: و مكانٌ مأْهُولٌ فيه أَهْلُهُ و أَنْشَدَ:
و قِدْماً كانَ مَأْهُولاً # فأَمْسَى مَرْتعَ العُفْر [7]
و الجَمْعُ المآهِلُ قالَ رُؤْبَةُ:
عَرَفْتُ بالنَّصْرِيَّةِ المَنَازِلا # قَفْراً و كانت مِنْهُمُ مَآهلاً [8]
و قد أُهِلَ المكانُ كعُنِيَ صارَ مأْهُولاً قال العَجَّاجُ:
و كلُّ ما ألِفَ من الدَّوابِّ المَازِلَ فأَهْلِيٌّ و ما لَمْ يأْلَفْ فوحْشِيٌّ و قد ذُكِرَ و منه 16- الحدِيثُ : نَهَى عن أَكْلِ لُحُومِ الحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ .و كذلك أَهِلٌ ككَتِفٍ و قولُهم في الدُّعاءِ مَرْحَباً و أَهْلاً أي أَتَيْتَ سَعَة لا ضيقاً و أَتَيْتَ [10] أَهْلاً لا غُرَباءَ و لا أَجانِبَ فاسْتَأْنِسْ و لا تَسْتَوْحِشْ. و أَهَّلَ به تأهِيلاً قال له ذلك و كذلك رَحَّبَ به و قال الكِسَائِيّ و الفرَّاءُ، أَنِسَ به و وَدِقَ به اسْتَأْنَسَ به. قالَ ابنُ بَرِّي: المُضَارِعُ منه آهَلُ به بفتحِ الهاءِ. و أَهِلَ الرجل كفرِحَ أَنِسَ و هو أَهْلٌ لكذا أَي مُسْتَوْجِبٌ له و مُسْتَحِقٌّ و منه قَوْلُه تعَالَى: هُوَ أَهْلُ اَلتَّقْوىََ وَ أَهْلُ اَلْمَغْفِرَةِ[11] . للواحِدِ و الجميعِ. و أَهَّلَهُ لذلك تَأْهِيلاً و آهَلَهُ بالمدِّ رآه له أَهْلاً و مُسْتَحِقًّا أو جَعَلَه أَهْلاً لذلك و اسْتَأْهَلَهُ اسْتَوْجَبَهُ لُغَةٌ جَيِّدَةٌ و إِنْكارُ الجوهريّ لها باطِلٌ قال شيْخُنا: قَوْلُ المصنِّفِ باطِلٌ هو البَاطِلُ و ليْسَ الجَوْهَرِيُّ أَوَّل مَنْ أَنْكَرَه بل أَنْكَرَه الجماهِيرُ قَبْلَه و قالُوا: إنَّه غيرُ فصيحٍ و ضعفه في الفصيحِ و أَقرَّه شرَّاحه و قالُوا: هو وَاردٌ و لكنَّه دونَ غيرِه في الفَصَاحةِ، و صرَّحَ الحريرِي بأَنَّه من الأَوْهامِ و لا سيَّما و الجَوْهَرِيُّ التزَمَ أَنْ لا يَذْكُرَ إِلاَّ ما صحَّ عنْدَه فكيفَ يثبت عليه ما لم يصح عنْدَه فمِثْل هذا الكَلاَم من خرافاتِ المصنِّفِ و عدم قيامِهِ بالإِنْصَافِ انْتَهَى.
قلْتُ و هذا نكيرٌ بالغٌ من شيْخِنا على المصنِّفِ بما لا يَسْتَأْهِلُه فقد صرَّحَ الأَزْهرِيُّ و الزَّمَخْشَرِيُّ و غَيرُهما من أَئِمَّة التَّحْقِيق بجودةِ هذه اللغةِ و تَبِعَهم الصاغانيّ قالَ في التَّهْذِيبِ: خطَّأَ بَعْضُهم [12] قَوْلَ من يقُول: فلانٌ يَسْتَأْهِلُ أَنْ يُكْرَم أو يُهان بمعْنَى يَسْتَحق، قالَ: و لا يكونُ الاسْتِئْهال إلاَّ من الإِهَالةِ قالَ: و أمَّا أَنَا فلا أُنْكرُه و لا أُخَطَّىءُ من قالَه لأَني سَمِعْتَ أَعرابيًّا فَصِيحاً من بني أَسدِ يقُول لرجلٍ شكر عنْدَه يَداً أُولِيَها: تَسْتأْهِل يا أَبَا حازمٍ ما أُولِيتُ و حَضَرَ ذلِكَ