نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 13 صفحه : 266
و يُقال: فَعَلَه في غِبّ صادِقَةٍ ، أَي: بَعْدَ ما تَبَيَّنَ له الأَمْرُ ، نقله ابنُ دُرَيْدٍ.
و أَصْدَقَها حتى تَزَوَّجَهَا: جَعَلَ لها صَداقاً ، و قيل: سَمَّى لها صَداقَها و 16- في الحَدِيث : «ليسَ عندَ أَبوَيْنا ما يُصْدِقانِ عنا.
«أَي: يُؤَدِّيان إِلى أَزواجنا الصَّداق .
و لَيْلَةُ الوَقُودِ تُسمَّى سدق السَّدْقُ[1] ، بالسّينِ المُهملة و بالصَّادِ لَحْن. قلتُ: و قد مَرَّ له أَنه بالسِّينِ، و الذّالُ مُعْجَمةٌ محركة، مُعرَّب سَذَهْ، و نقله الجَوْهَرِيُّ أَيضاً، فانظُر ذََلِك.
و صَدَّقه تَصْدِيقاً : قَبِل قولَه، و هو ضِدّ كَذَّبه ، و هو قوله تعالى: وَ صَدَّقَ بِهِ[2] قال الراغب: أَي حَقَّق ما أَوْرَدَه قَولاً بما تَحرَّاه فعلاً.
و صَدَّق الَوحْشِيُ : إِذا عَدَا و لم يَلْتَفِت لما حُمِل عليه نَقلَه ابن دُرَيد [3] و هو مجاز.
و المُصَدِّق ، كمُحَدّث: آخِذ الصَّدَقات أَي: الحُقُوق من الإِبِل و الغَنَم، يقبِضها و يَجْمَعُها لأَهل السُّهْمان.
و المُتَصَدِّق : مُعْطِيها ، و هََكذا هو في القُرآن، و هو قولُه تعالى: وَ تَصَدَّقْ عَلَيْنََا إِنَّ اَللََّهَ يَجْزِي اَلْمُتَصَدِّقِينَ[4] .
و 16- في الحَدِيث : « تصَدَّقُوا و لو بِشِقِّ تَمْرةٍ» . هََذا قول القُتَيْبِيّ و غيرِه.
و قال الخَلِيلُ: المُعْطِي مُتَصَدِّقٌ ، و السائِلُ مُتَصدِّق ، و هما سواء.
و قال ابنُ السِّيد-في «شرح أَدب الكاتب» لابن قُتَيْبة- يقال: تَصدَّقَ : إِذا سأَل الصَّدَقَة ، نقله عن أَبي زَيْد و ابنِ جِنِّي. و حكى ابنُ الأَنبارِيّ في «كتابِ الأَضْدادِ» مثلَ قولِ الخَلِيل. قال الأَزهريُّ: و حُذّاق النَّحْوِيِّين[و أئمة اللغة] [5]
يُنكِرُونَ أَن يُقال للسَّائِل مُتصدِّق ، و لا يُجِيزُونه قال ذََلك الفَرَّاءُ و الأَصمَعِيُّ و غَيرُهُما. و المُصادَقَة و الصِّداقُ كَكِتاب: المُخالَّة، كالتَّصَادُقِ و الصَّداقَة ، و قد صَدَقه النَّصِيحَةَ و الإِخاءَ: أَمْحَضَه له.
و صادَقَه مُصادَقةً و صِداقاً : خَالَلَهُ، و الاسْمُ الصَّداقَةُ .
و تَصادَقَا في الحَدِيثِ، و في المَودَّةِ: ضدُّ تَكاذَبَا. و قال الأَعْشَى:
و لقد أَقطَعُ الخَلِيلَ إِذا لَمْ # أَرْجُ وَصْلاً إِنَّ الإِخاءَ الصِّداقُ [6]
و في التَّنْزِيل:إِنَّ اَلْمُصَّدِّقِينَ وَ اَلْمُصَّدِّقََاتِ[7]و أَصله المُتَصَدِّقين و المُتَصَدِّقات فقُلِبَت التَّاءُ صاداً، و أُدْغِمَت في مِثْلِها و هي قِراءَة غَيْرِ ابن كَثِيرٍ و أَبي بَكْر، فإِنَّهما قرآ بتَخْفِيفِ الصَّاد، و هم الذين يُعطُون الصَّدقاتِ .
*و مما يُستَدْرَك عليه:
التَّصْداقُ ، بالفَتْح: الصِّدْق .
و المُصدِّق ، كمُحدِّث: الذي يُصدِّقُك في حَدِيثك.
و رجلٌ صِدْقٌ ، و امرأَة صِدْقٌ : وُصِفا بالمَصْدر.
و صِدْقٌ صادِقٌ ، كقولهم: شِعْرٌ شاعِر، يُرِيدُون المبالغةَ.
و قال الرّاغب: و قد يُستَعْملُ الصِّدْق و الكَذِبُ في كُلِّ ما يَحِقُّ و يَحصُلُ عن الاعْتِقادِ، نحو صَدَقَ ظَنِّي و كَذَبَ.
قلتُ: و منه قولُه تَعالَى: وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ[8]
بتخفيف الدّال و نَصْب الظَّنِّ، أَي: صَدَق عليهم في ظَنِّه.
قالَ الفَرَّاءُ: و من قَرأَ بالتَّشْدِيدِ فمَعْناه أَنه حَقَّقَ ظَنَّه حِينَ قال: وَ لَأُضِلَّنَّهُمْ وَ لَأُمَنِّيَنَّهُمْ[9] لأَنه قال ذََلك ظَانًّا، فحَقَّقَهُ في الضّالِّينَ.
و قال أَبو الهَيْثم: صَدَقَنِي فُلانٌ، أَي: قالَ لِيَ الصِّدْقَ .
و قالَ غيرُه: صَدَقَه النَّصِيحَةَ و الإِخاءَ، أَي: أَمْحَضَه له.
و حَمْلةٌ صَادِقةٌ ، كما قالوا: لَيْسَت لها مَكْذُوبةٌ، و هو مَجاز.