نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 13 صفحه : 264
و الصَّدْقُ بالفتح: الصُّلْبُ المُسْتَوِي من الرِّماحِ و السُّيْوفِ. يُقالُ: رُمْحٌ صَدْقٌ ، و سيفٌ صَدْق ، أَي: مُسْتَوٍ.
قالَ أَبو قَيْسِ بنُ الأَسْلَتِ:
صَدْقٍ حُسامٍ وادقٍ حَدُّه # و مُجْنَإِ أَسْمَرَ قَرَّاعِ
قال ابنُ سِيدَه: و ظَنّ أَبو عُبَيْدٍ الصَّدْقَ في هََذا البَيْتِ الرُّمْحَ، فَغلِط. و الصَّدْقُ أَيضاً: الصُّلْب من الرِّجال. وَ رَوَى الأَزهَرِيُّ عن أَبي الهَيْثَمِ أَنّه أَنشَدَه لكَعْبٍ:
و في الحِلم إِدْهانٌ و في العَفْوِ دُرْسَةٌ # و في الصِّدْقِ مَنْجاةٌ من الشَّرِّ فاصْدُقِ [1]
قال: الصِّدقُ هنا: الشَّجاعَةُ و الصَّلاَبة. يَقول: إِذا صَلُبْتَ و صَدَقْتَ انْهَزَم عَنكَ من تَصْدُقُه ، و إِن ضَعُفْتَ قَوِيَ عليك، و استَمْكَن منك.
رَوَى ابنُ بَرِّيّ، عن ابنِ دُرُسْتَوَيهِ، قال: لَيْس الصِّدْقُ من الصَّلابةِ في شَيْءٍ، و لََكنّ أَهلَ اللُّغة أَخَذُوه من قَوْل النّابِغَة:
و قالَ: و إِنَّما الصَّدْقُ الجامِعُ للأَوْصافِ المَحْمُودَة، و الرُّمحُ يُوصَف بالطُّولِ و اللِّينِ و الصَّلاَبَةِ، و نَحْو ذََلك.
و قالَ الخليلُ: الصَّدْقُ : الكَامِل من كُلِّ شَيْءٍ يُقالُ:
رجل صَدْقٌ و هِيَ صَدْقَةٌ . قال ابن دُرُسْتَوَيْهِ: و إِنَّما هََذا بمَنْزِلة قَولِكَ: رجلٌ صَدْقٌ ، و امرأَة صَدْقٌ ، فالصَّدْق من الصِّدْقِ بعَيْنِه، و المعنى أَنه يَصْدُق في وَصْفِه من صَلابَة و قُوَّةٍ و جَوْدةٍ، قال: و لو كانَ الصَّدقُ الصُّلْبَ لقِيلَ: حَجَرٌ صَدْقٌ ، و حَدِيدٌ صَدْق ، قال: و ذََلِك لا يُقال.
و قَوْمٌ صَدْقُون ، و نِساءٌ صَدْقاتٌ قال رُؤْبةُ يَصِف الحُمُرَ:
مَقْذُوذَةُ الآذانِ صَدْقاتُ الحَدَقْ
أَي: نَوافِذُ الحَدَق، و هو مَجَاز.
و من المَجازِ: رَجُلٌ صَدْقُ اللِّقاءِ أَي: الثَّبْتُ فيه. و صَدْقُ النَّظَرِ و قد صَدَقَ اللِّقاءَ صَدْقاً ، قالَ حَسَّانُ بنُ ثابِت رَضِيَ اللَّهُ عنه:
صَلَّى الإِلهُ على ابنِ عَمْرٍو إِنَّه # صَدَقُ اللِّقاءِ و صَدْقُ ذََلِك أَوفَقُ
و قَومٌ صُدْقٌ ، بالضمِ مثل: فَرسٌ وَرْد، و أَفراسٌ وُرْدٌ، و جَوْنٌ و جُونٌ، و هََذا قد سَبَقَ في قولِه: «و بالضَّمِّ و بضَمَّتَيْن:
جمعُ صَدْقٍ » فهو تَكْرار.
و مِصْداقُ الشَّيْءِ: ما يُصَدِّقُه . و منه 16- الحَدِيثُ : «إِن لكُلِّ قَوْلٍ مِصْداقاً و لكُلِّ حَقٍّ حَقِيقَة» .
و شُجاعٌ ذُو مِصْدَقٍ ، كمِنْبَر هََكذا في العُبابِ و الصِّحاح [3] ، أَي: صادِقُ الحَمْلة و فَرَسٌ ذُو مِصْدَقٍ [4] : صادِقُ الجَرْيِ كأَنّه ذُو صِدْقٍ فيما يَعِدُك من ذََلك، نقله الجَوْهَرِيُّ، و هو مَجازٌ، و أَنشدَ لخُفافِ بنِ نُدْبَةَ:
إِذا ما اسْتَحَمَّت أَرْضُه من سَمائِه # جَرَى وَ هْوَ مَوْدوعٌ و واعِدُ مَصْدَقِ
يَقولُ: إِذا ابتلَّتْ حوافِرُه من عَرَق أَعالِيه جَرَى و هو مَتْروكٌ لا يُضرَبُ و لا يُزْجَرُ، و يَصْدُقك فيما يَعِدُك البلُوغَ إِلى الغَايَة.
و الصَّدَقَة ، مُحَرَّكَة: ما أَعْطَيْتَه في ذَاتِ اللَّهِ تَعالَى للفُقَراءِ: و في الصّحاح: ما تَصدَّقْتَ به على الفُقَراءِ. و في المُفْردات: الصَّدَقة : ما يُخرِجُه الإِنْسانُ من مالِه على وَجْهِ القُرْبةِ، كالزَّكاة، لََكن الصَّدَقَة في الأَصل تُقالُ للمُتطَوَّع به، و الزَّكاة تُقال للوَاجِب، و قيل: يُسَمَّى الواجِبُ صَدَقة إِذا تَحرَّى صاحِبُه الصِّدقَ في فِعْله. قال اللَّهُ عَزَّ و جل: خُذْ مِنْ أَمْوََالِهِمْ صَدَقَةً[5] و كذا قَولُه تَعالى: إِنَّمَا اَلصَّدَقََاتُ لِلْفُقَرََاءِ وَ اَلْمَسََاكِينِ[6] .
و الصَّدُقَة ، بضَمِّ الدَّالِ. و الصُّدْقَة كغُرْفَةٍ، و صَدْمَةٍ، و بضَمَّتَيْن، و بفَتْحَتَيْن، و ككِتاب، و سَحَاب سَبْع لُغَاتٍ،